” اليمني الأميركي” – خاص:
اختزلت صورة الطفلة اليمنية “بثينة”، وهي تحاول فتح إحدى عينيها، فداحة الكارثة التي يعيشها شعب قصي اسمه “اليمن”، وفي المقابل فداحة التغييب الذي يمارسه الإعلام العالمي تجاه معاناة الشعب اليمني جراء الحرب .. فهذه الطفلة في تلك الصورة كانت تتحدى الألم، وتُصرّ على فتح عينيها متحدية الظلام على الرغم من الألم، فيما العالم ما زال مُغمض العينين عن رؤية المأساة اليمنية على حقيقتها، على الرغم من إعلان ” الأمم المتحد” هذه المأساة بأنها باتت “المأساة الأكبر في العالم”…
“بثينة” ابنة الخمس سنوات… كانت الناجية الوحيدة من عائلتها التي قضت بأفرادها الثمانية تحت أنقاض منزلها؛ إثر غارة سعودية لطائرة من طائرات التحالف، أواخر أغسطس/آب، على حيّ سكني بمنطقة فج عطان/ غربي صنعاء، متسببة بمقتل 17، وجرح العشرات…
أُنتشلت “بثينة” من تحت الأنقاض، وما زال فيها بعض من رمق للحياة ليُكتب لها عُمر جديد، لكن بعيدًا عن عائلتها التي قضت في سياق قصة مأساوية لوجع يمني يتكرر كل يوم جرّاء الحرب التي تسببت بدمار معظم مقدرات البلد، وأودت بالآلاف من أبنائه… وما زالت رحى هذه الحرب مستمرة في القتل والخراب والتدمير في بلد سيصحو بعد إيقاف الحرب على هول الكارثة والتي سيكون من الصعب معها إعادة الوضع إلى ما كان عليه، بما سيُعلن عنه من مساعدات ومعالجات لن يُجدي معها ” الترقيع”..
لقد عبّرت الصورة، التي التُقطت لهذه الطفلة اليمنية، وهي تحاول جاهدة فتح إحدى عينيها اللتين تضررتا؛ نتيجة استهداف غارة لطيران التحالف منزلها وحيها السكني بصنعاء… عبّرت عن مدى إصرارها على رؤية النور، في رسالة واضحة ضد الحرب مع السلام في بلادها…مؤكدةً قوة إرادةٍ في وجه القاتل الذي أصر على أن ينال من حياة عائلتها، وكأنها تقول ببقائها حيّة وإصرارها على فتح عينيها: “سننتصر بالحياة وبحرصنا على السلام”.
بعد التقاط تلك الصورة… أصبحت “بثينة” حالة تعبيرية عالمية خاصة، غير مسبوقة، على مستوى وسائل الإعلام الاجتماعي فيما يتعلق بالمأساة اليمنية الناتجة عن الحرب المستعرة منذ عامين ونصف؛ فتعاطف مع صورتها ومعاناتها مئات الآلاف في حملة تضامن عالمية، تضامنوا أصلاً مع معاناة اليمن الذي يُعج بآلاف الحالات بمثل حالة بثينة نتيجة هذا الصراع…وهو ما يؤكد مدى حاجة معاناة هذا البلد إلى إعلام يشتغل بوعي وطني وإنساني في التعبير عن الكارثة التي يعيشها؛ لعل العالم يلتفت، ويقول كلمته: “أوقفوا الحرب في اليمن”.
تعليقات