لتسع سنوات متتالية ظل «بسام أبو الحُسن» مندوب مبيعات «فيرلين فورد» في «ميشيغان أفينو» في «ديربورن»، متربعًاً على قمة مندوبي المبيعات في نطاق شركته لتسع سنوات متتالية..
«بسام أبو الحُسن» اسم على مسمى، فابتسامته لا تفارق محيّاه، وهو يبيع سيارة بعد أخرى، كما أنه، أيضًا، جميل الحظ في علاقته بوظيفته وزبائنه..
ديربورن – « اليمني الأميركي»:
صحيفة «اليمني الأميركي» اقتربت من تجربته لمعرفة المزيد عن فاعليته في قصة نجاحه الوظيفي.
شخص إيجابي
يقول «جون ماركوفسكي» – مدير عام المبيعات، الذي يعرف بعضًاً من أسرار نجاح (بسام) الباهر: «لقد أمضيت في قسم المبيعات (33) عامًا، وعرفتُ (بسام) عشر سنوات كاملة.. إن أحد الأشياء الخاصة التي تُميّزه هو أنه شخص إيجابي بالغ التأثير.. وهو يكرر مبيعاته لزبائنه المرة بعد المرة، فكلما باع سيارة لزبون سرعان ما يعود ذلك الزبون لشراء أخرى، أو يرسل إليه زبائن آخرين.. إن الناس يحبونه؛ لأنه مفعم بالحيوية والنشاط.. وأنا لا أعتقد أنني قد رأيته مرة دون أن تكون الابتسامة مرتسمة على وجهه.. إنه مبتسم على الدوام، وأظن أن ابتسامته تلك مؤثرة حتى أنها سرعان ما تظهر في وجوه الآخرين.. فينجز عملية البيع بأفضل طريقة مع زبائنه. كما أن الناس يقدرونه ويعجبون به ويرسلون إليه المشترين. لقد صار من أصدقائي المقربين، وأنا أحبه حقًّا، فهو شخص بديع مدهش، وحسب».
مساعدة العملاء
فيما تقول عنه «جولي ووكر» البارعة في تاريخ اتفاقيات المبيعات، «لقد عملت معه -حتى الآن– (16) سنة.. إنه سعيد على الدوام، وهو بذلك يجلب البهجة لمؤسستنا، فهو باسم دائمًا لكل شخص يقابله.. ونحن دائما نضحك ونتمازح، وأنا أحب هذا…إن (بسام) صار عنصرًا مهمًا في عائلتي، هنا في قسم المبيعات، فهو مهما كان مشغولاً يهبُّ لمساعدتي، ومساعدة القسم، ومساعدة العملاء والزملاء في العمل».
وأضافت: «أننا – على سبيل المثال – لدينا موظفة جديدة في صالة العرض، وما أكثر ما أظهره من لطف، إذ احتواها بجناحه، وراح يرشدها ويوجهها بكفاءة عالية.. غير أن تلك هي عادته وطريقته في الاهتمام البالغ بزملاء العمل».
(25) سنة
حين تجلس مواجهًا (بسام) في حجرة مكتبه، فإن ابتسامته تشرق حقّاً وتدفئ القلب.. وحكايته، كمهاجرٍ تغلب على التحديات، هي – أيضًا – تدفئ الروح.. يقول: «لقد قدِمت إلى هذه البلاد قبل (25) عامًا.. وأنا، مثل أي طالب آخر جاء إلى هنا، بدأت أشتغل في محطة بترول، وفي مطعم لبضعة أشهر، ثم التحقتُ للدراسة بإحدى الكليات في «ولاية وين»، وحصلت على شهادة في مجال إدارة الأعمال.. وأخي كان يعمل في «فيرلين فورد» فاستدعاني للعمل معه، وها أنذا قد أمضيتُ (15) عامًاً محققًا نجاحًا جيدًا»..
ما يزال (بسام) يذكر أول سيارة باعها، وكان ذلك منذ سنين عدة،.. يقول: «كانت السيارة سوداء من ماركة (اكسبلورر)، وكنتُ خائفًا جدًّا؛ إذ لم أدرِ ما كان عليّ فعله، غير أنه كان هناك العديد من الناس الطيبين فساعدوني بإجراء عملية البيع، وكان الزبون سعيدًا جدًّا.. إن ذلك الزبون نفسه ما زال يأتي إلى هنا، وأظن أنني قد بعته حتى الآن (10) سيارات».
ابتسامة مسالِمة
شخصية (بسام) الودودة النشطة، وكذا ابتسامته اللطيفة المسالمة، هما ما يجعلان الناس يعودون إليه، كما ساعداه في الحصول على الكثير من اللوحات والشارات المعلقة في الجدار خلف مكتبه.
يقول: «أود أن أشكر زبائني.. أنت تعرف أن لديّ العديد من الزبائن الدائمين، وهذا هو السبب في أنني وصلتُ إلى ما وصلت إليه هنا.. وإنني لأحمد الله، وأثني على زبائني الذين يدلون الناس عليّ، ويعاودون المجيء إليّ، وإنه ليسعدني كثيرًا أن أكون عونًا لهم»..
الميزة الحسنة
وكما ذكرت (ووكر) فإن الميزة الحسنة هي في توفر تلك الصفات الرائعة في شخص ما، هي أنها توسع قاعدة الزبائن، وتزيد من أعدادهم عندما قالت: «(بسام) يواصل الحصول على جائزة أفضل مندوب مبيعات في العام؛ لأنه كلما باع سيارات للمزيد من الزبائن، أخبروا أصدقاءهم وأُسرهم، فتواصل مؤسسته وعملاؤه الذين يتحدث إليهم، وكذا محيط تأثيره المزيد والمزيد من النمو والتوسع».
والسؤال الآن هو: لماذا اختار (بسام) أن يعمل في «فيرلين فورد» بدلاً من العمل مع أي تاجر آخر؟!
يجيب: «أنا أحب هذا المكان.. إنه مكان أليف حميم، إنه في «ديربورن»، ولديّ فيه الكثير من الزبائن، والجيران، والناس هنا في مؤسسة المبيعات هذه ودودون جدًّا، (المدير، والمالك)، وكل شيء.. كل شخص هنا يبذل جهده لمساعدتي».
فائز آخر
ويبقى هنا سؤال آخر: هل يمكن أن يكون هناك مندوب مبيعات آخر يستطيع أن يتفوق في مبيعاته على (بسام) في العام 2018؟
وحسب رأيه، فإنه ليس ثمة فرصة، يقول: «لقد بدأ هذا العام ببشائر ووعود رائعة، وإنني أؤمل كثيرًا أنني سأحقق هذا العام نجاحًا أفضل.. أنا واثق أنني سأفوز أيضًا هذا العام»..
«جون ماركوفسكي» بدوره قال: «لا أستطيع أن أتصور كيف لا يمكنه أن يفوز.. وأنا أعني أنه كلما طال بقاؤه هنا في عمله، زادت مبيعاته من السيارات أكثر فأكثر؛ لأن العديد والعديد من الزبائن يبعثون بأصدقائهم وأقاربهم إليه»..
الرسالة
إذن، ما الرسالة التي يمكن توجيهها إلى زبائن (بسام) الحاليين، وإلى أي شخص آخر يبحث عن مندوب مبيعات (فورد) جيد؟
أجابت «جولي ووكر» قائلة: «إنهم يعرفون مسبقًا كم هو (بسام) مندوب مبيعات رائع؛ لأنهم قد تعاملوا معه فردًا فردًا.. و(بسام) موجود هنا دائمًا من أجلهم إن كانت لديهم أية مشكلة في سيارة تعرضت لصدام، أو إن احتاجوا لأيّة خدمة في عمل ما، فباستطاعتهم – دائمًا – أن يتصلوا به أولاً، وهو سيرشدهم بأية وسيلة متوفرة لدينا.. إنه باستطاعتنا أن نشرح أي شيء يتعلق بسياراتهم، وهو – أيضًا – يستطيع أن يحدد المواعيد المطلوبة حول أي شيء.. إنه هنا لمساعدتهم في كل ما تحتاجه سياراتهم»..
تعليقات