عبدالله الصعفاني*
هزيمة منتخبنا الوطني الأول أمام المنتخب الفلسطيني (صفر – 5) هزيمة مهينة، مذلة، ساحقة، ماحقة.. لكنها ليست مفاجئة، ولا مستغرَبة؛ لأنه ليس من نهاية للعلاقة غير الشرعية بين الكرة اليمنية واتحادها العابث الفاسد غير مولود مشوَّه هو المنتخب الذي شاهدناه ظهر السبت، ورأيناه قبلها أمام الفلبين، حيث كان الصفر هو الرقم المعبّر عن اتحاد كرة قدم يمني متمسك بمكاسب الشتات، في هجرة (تسوَّل وتمسَّك بالفشل..!)
اتحاد أكل عليه الدهر وشرب وعمل أشياء أخرى قبيحة، فيما رئيسه أحمد العيسي وشلة مؤديي الألحان المؤذية للأسماع عند نفس الأغنية النشاز، ولا من يعلن انسحابه من مشهد العبث بالأعصاب.
* في ظهر السبت، 11 يونيو، ظهر أفراد منتخبنا وكأنهم يأكلون من أموال الجامع.. أقدام مرتعشة، كأنها مربوطة إلى أكياس من الرمل.. أداء بلا ملامح سوى ملمح الخيبة.
لم يلعب منتخبنا مدافعًا فسقط بالخمسة النظيفة، وأهدر الفلسطيني فرص مضاعفة النتيجة وتعميق الجرح.. لم يلعب منتخبنا مهاجمًا ففشل في تسجيل أيّ هدف يتيم.. وفي وسط الميدان وجوانبه وعمقه كان منتخبنا تائهًا، بلا بوصلة.. لا يعرف هل هو في تصفيات آسيوية داخل مجموعته، أم أن أفراده في مهمة تمرين لزيارة سوق أسبوعي لبيع الفراخ.
* ولا أستغرب إلا من أننا تفاجأنا بسقوط منتخبنا الأول بالخمسة أمام فلسطين مع معرفتنا أن هذا المنتخب هو ابن العبث، ووليد التخبط، وربيب نمط إداري سيئ السمعة، ولذلك لا لوم على اللاعبين، ولا عتب على الجمهور إلا في موقفهم الغريب المتمثل في انتظار نتيجة مشرّفة، والأمر يذكرك بمساعي الإمساك بقطة سوداء في غرفة مظلمة..!
* وإذا كان بيننا من نسي العلاقة بين المقدمات السيئة وبين النتائج الأسوأ، فلا غنى عن التذكير، ولو من باب التكرار الذي يعلّم الشطار بأن هذا المنتخب غادر مجموعته مهزومًا ذليلاً حتى قبل أن يلعب مباراته الثالثة.. فقط لأنه ابن العبث والفشل والفساد والنفاق والتطبيل، وفرقة هز الرؤوس موافقة على كل فكرة أغبى، وكل تصوُّر أعمى.
وسأتوقف بسرعة أمام أسباب الحضور الفضيحة، أملاً في أن يتوقف بعضنا عن الاستغراب.
1- المنتخب اليمني هو المنتخب الوحيد في العالم الذي يشارك في بطولات رسمية دون أن يخوض مباريات ودية تكشف أخطاءه في الطريق إلى إصلاح عوارها، فهل هناك فشل أكبر من فشل اتحاد يعجز عن توفير مباراة تجريبية واحدة، سواء في اليمن أو في معسكرين خارجيين في السعودية ودولة قطر..؟
2- هل هناك منتخب في العالم يتواجد في عاصمة الرياضة العالمية (الدوحة) ويعجز القائمون عليه عن إقناع منتخب أو فريق واحد بتأمين مواجهة ودية رغم وجود حوالي عشرة منتخبات في مهمات استعدادية، رغم أن مقر الأمانة العامة للاتحاد اليمني هناك..؟!
وإذا لم يكن هذا هو الفشل والفساد، فما هو الفشل وما هو الفساد.. وما هي الخيبة..؟
3- هل هناك منتخب في العالم يستبدل المباريات الودية المناسبة المفترضة بتلقيح جثته في ملعب هنا أو هناك إلى درجة اعتبار تمرينه في حديقة فندق الإعاشة استعدادًا لخوض مباريات قارية.. وبالله عليكم، تحت أي بند يمكن تفسير تأخير السفر إلى منغوليا البلد المستضيف حتى آخر 48 ساعة..؟
أيّ عبث وأيّ عبط وأيّ هطل إداري اختار هذا الشكل من الإعداد لمنتخب اليمن.. ثم ما الذي منع اتحاد كرة القزم من إقامة مباريات استعدادية مع أندية يمنية، وأيّ حجة سياسية أو أمنيّة تجعله يعسكر بالناشئين في صنعاء، ويفرض الموانع على معسكر للكبار في نفس المدينة.
ولماذا لم يجد الاتحاد وسيلة لتطبيع الحياة مع أندية عدن التي أعطته أصواتها ذات انتخابات، فتنكر للجميع..؟!
4- كيف لاتحاد كرة القدم أن يوكل مهمة تدريب منتخب البلاد إلى مدرب محلي محترم وصاحب إنجازات، ثم يجعله يقوم بمهمته في أجواء إعداد سيئة لتكون المفاجأة هي تغييره في وقت حرج والمجيء بمدرب أجنبي من أصل عربي لا يعرف شيئًا عن اللاعبين اليمنيين المختارين، أو قدراتهم البدنية والمهارية.. والنتيجة ما شاهدناه من فشل مُذل بحسابات الصفر مع الفلبين، والسقوط المدوي مع فلسطين.
5- أيّ تشكيل لعب به الأجنبي عادل عمروش، وبأيّ خطة، وكيف جهز لمباراة فلسطين حتى رأينا ذلك الأداء العبيط في الدفاع، البائس في الهجوم.. وأيّ ارتباك وتلعثم وعجز في أداء لاعبين رقصوا في الظلام فذكّرونا بخيبة من يحاول الإمساك بقطة سوداء في غرفة مظلمة..؟؟ عشرات الآلاف من دولارات التسول قبضها مدرب فاشل في الملعب، ومتعالٍ على الإعلاميين اليمنيين، حتى إنه رفض الحديث لوسائل الإعلام، ومنع اللاعبين من الكلام، وكأنّ منتخبنا جهاز فني ولاعبين وإداريين من ذوات الخدور في عائلات محافظة.
6- لقد ظهر لاعبو منتخب اليمن في منغوليا وكأنهم يتعرفون على بعضهم لأول مرة.. ارتباك وغياب للجمل التكتيكية المدروسة، دفاع يأكل بالخمسة، وهجوم لا حول له ولا فكرة ولا موضوع ولا تسديد داخل الخشبات الثلاث.. فماذا تعلموا من المدرب، وماذا قال لهم في الشوط الثاني (شوط المدربين..؟)، وأكرر ما سبق وقلته..
لا أراه إلا قال لهم في الشوط الثاني العبوا باتجاه المرمى الآخر، وليس في الأمر تفكهًا، ولكن ما حدث هو الفشل مرتديًا القبعة وربطة العنق، وخارجًا إلى الشوارع دون بنطلون.
7- لم نشاهد جملة تكتيكية واضحة ومحترمة، ولا لعبًا حاذقًا من الجوانب، ولا كرات ساقطة خلف المدافعين، ولا وجود لعنصر المفاجأة.. لا دفاع يمنع اهتزاز الشِّباك اليمنية خمس مرات، ولا هجوم يسفر عن هدف يتيم في مباراتي الفلبين وفلسطين.
8- والداهية أن المدرب على نفقات الاتحاد السعودي، والضيافة قطرية.. ومع ذلك فالملابس رديئة، وأرقام اللاعبين اختبار من الصغر، وكأنها اختبار لمستوى النظر.. وعبث وعدم احترام للاعبين ومشجعيهم، واسم البلد.
والحصيلة الرقمية نتيجة ومستوى تهبط بالمنتخب واتحاد كرة القدم والجهاز الفني واللاعبين إلى درجة الفضيحة.. ومع ذلك يطلع عليك من وسط العصيد من يقول لك، عندنا رئيس اتحاد ينفق من جيبه الخاص، متناسين الفشل، وحجم الدعم الخارجي، وحريق الأعصاب، وما يصاحب حركته من التدليس والتلبيس على الفيفا سعيًا للمزيد من البقاء المتخصص في صناعة الكوابيس للجماهير اليمنية.
9- والخلاصة.. الهزيمة بالخمسة أمام المنتخب الفلسطيني هزيمة مهينة تشير إلى معسكرات تعذيب، وضحك على الذقون، واستهتار متكرر بملايين اليمنيين، وهو سلوك اعتدنا عليه من اتحاد شتات يرفض العودة إلى صنعاء أو عدن.. يطيح بإداري لأنه نجح مع منتخب الناشئين، ويسقط حكمًا يمنيًّا بتهمة امتلاك الجدارة.
10- وأختم بالتحية والشكر للزميل فيصل الشبيبي الذي أتاح للجمهور الرياضي فرصة الاطلاع على حجم خيبة منتخب اليمن بقيادته الفاشلة بنقل مباشر بصوت المعلق الرياضي الجريء رياض الجيلاني الذي زاد المشهد البائس وضوحًا.. مؤكدًا أن اللاعبين ليسوا إلا حصادًا لأداء اتحاد فاشل، وسياسة كروية بلا حياء.. وبلا حياة..!
*كاتب يمني
تعليقات