مشيغان- «اليمني الأميركي» :
عند سماع اطلاق نار في أحياء سكنية في المُدن الأميركية يتوجب عليك البحث عن تاجر مخدرات ضمن دائرة الجوار، فعادة هؤلاء هم مَن يطلقون النار في الأحياء عند اختلافهم، وأحيانًا يتسبب هذا في مقتل أبرياء لا حول لهم ولا قوة، فمثلا تشهد مدن (ديترويت، وديربورن، وهامترامك) مثل هذه الحوادث التي يترتب عليها جرائم، والسبب هنا هم تجار مخدرات بفعل خلاف نشب بينهم. وتشهد مدينة ديترويت الكثير من هذه الحوادث، لكن – للأسف، كما أشرنا آنفًا – يكون الضحايا من الجيران الأبرياء من سكان الحي بسبب وقوع سكنهم بجوار سكن تاجر مخدرات، أو في نفس الحي الذي يسكن فيه تاجر مخدرات أو ما يُعرفون بتجار الموت.
هناك مَن يقول: إن تصريح بيع الحشيش في مدن ميشيغن سوف يؤدي إلى تقليص الجريمة والمتاجرة به في الأحياء السكنية، لكن مَن يقولون هذا ربما تناسوا أن هناك مخدرات أخرى كمصل الكوكائين والهروين التي ما زلت هي التجارة التي يتعامل بها تجار المخدرات من بيوتهم ومكان إقامتهم.
في ديترويت نشرت صحف المدينة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية خبرًا عن حادثة إصابة طفلة من أصول يمنية بطلق ناري اخترق منزلها وأصابها، وتم إسعافها إلى المستشفى، حيث تم انقاذها.
وقالت مصادر لصحيفة (اليمني الأميركي): إن في ذلك الحي كان يوجد تجار مخدرات نشب بينهم خلاف، كما يحصل عادة بينهم، إلا أن الضحايا – غالبًا – يكونون من الجيران في الحي – حسب تلك المصادر.
وتوصي الشرطة في هكذا حالات بضرورة التبليغ عن التحركات المشبوهة في الحي.
وحسب مصادر مطلعة فإن أغلب ضحايا هذه الحوادث هم من المهاجرين الجدد الذين لا يعرفون كيفية حماية أنفسهم من مثل هذه الحوادث من خلال الإسهام في مراقبة الحي وإبلاغ الشرطة، وأحيانًا مغادرة الحي والانتقال إلى حيّ آخر وغيرها من الحلول التي نحاول طرحها في هذا التقرير.
صحيفة (اليمني الأميركي) استطلعت آراء بعض المواطنين عن المشكلة:
محمود – يسكنُ شرق ديربورن:
أعيش في شرق مدينة ديربون منذ ما يقارب (40) عامًا، ولم أسمع أيّ إطلاق ناري في شارعي، لكن حدث مرة واحدة عند خروج أحد الشباب الطائشين وأطلق نارًا في الهواء بسبب خلاف مع أبناء الجيران، لكن الشرطة حضرت في الحال بعد إبلاغ الجيران بذلك.
أما عن تجار المخدرات فلا يوجد شيء من هذا القبيل؛ فكلّ منا يراقب الحي، ولا نسمح بذلك، ونبلّغ عن أيّ تحركات، أو وجود أي دخيل على الحي.
على البعداني – من سكان جنوب ديربورن:
كان هناك مجموعة من الشباب، وأيضًا يتم المتاجرة بالمخدرات، وحصل إطلاق نار في الجو وأبلغنا الشرطة وراقبنا المكان، وكل ما يحصل مثل هذا نبلغ عنه، وفعلاً انتهت التجمعات في هذا المكان المشبوه، وما زلنا نقوم بنفس الشيء؛ لأن الشرطة تريد بلاغات مستمرة.. والحادثة الثانية حصل فيها إطلاق نار، وكان في أحد الأعراس اليمنية، ولكنه لم يتكرر، وأصبح الجميع يراقب حتى وإنْ كان معهم سلاح.
هامترامك
في هامترامك يحصل بين الحين والآخر إطلاق نار، لكن الحادثة الأخيرة في المدينة، والتي أوضحت الشرطة أنها على السيارات والبيوت في أحد الشوارع، والتي يقول من يسكن فيه: إنه شارع له تاريخ من الحوادث والمشاكل، حيث إن المستأجرين لا يستقرون فيه، كما أوضح ناشط بوسني في المدينة كان يعيش هناك قائلاً: من خبرتي يجب أن يتعاون الجيران مع الشرطة، ويجب أن يساهم سكان الشارع من خلال المنظمة التطوعية لحماية المواطنين، والتي مسؤوليتها التبليغ عن أيّة حادثة.
ويقول عدنان جوبح، وهو رجل أعمال، ورئيس لهذه المنظمة – مخاطبًا اليمنيين: أبلغوا الشرطة عن أي شيء، فواجبنا حماية المدينة؛ لأننا نعيش فيها، ولا تستطيع الشرطة -بشكل عام- أن تكون متواجدة معنا بشكل مستمر.. نعم مسؤوليتهم التحرك عند كل بلاغ، لكن -أيضًا- مسؤوليتنا مراقبة أيّ اشتباهات قد تؤدي لفقدان الأمن، وخاصة حوادث إطلاق النار، والإبلاغ عنها.
شراء البيوت هو الحل
أبو علي – من سكان ديترويت:
كانت لدينا مشكلة مع أحد الجيران، وكل يوم كنا نشاهد من (4) إلى (6) سيارات تتعامل مع أحد الجيران، وعرفنا من خلال الكاميرا أن هناك صفقات مخدرات يتعامل بها جارنا ذو الأصول الأفريقية، وكنا نتواصل مع الشرطة باستمرار دون طرح الأسماء، وكانت الشرطة تأتي دائمًا، ودون نتيجة، وعرفنا أن الرجل لا يملك البيت فاضطررنا لشراء البيت حيث والأسعار في المدينة معقولة، وسكن فيه أحد الأصدقاء مع أسرته، وخلصنا من مشكلة المخدرات.
ويشاطر رأي أبو علي، السيد عارف – من الجالية البوسنية في مدينة هامترامك، حيث يقول: “إن شراء البيوت هو الحل عندما تحين الفرصة المناسبة.. إما إذا كانت المشكلة من أعضاء المجتمع والجالية أنفسهم فمراقبة الحي مسؤولية الجميع، والقيام بإبلاغ الشرطة في كل شيء مهم جدًّا”.
البحث عن سكن آخر
في أميركا إذا لم يعجبك المجتمع الذي تعيش فيه فعليك أن ترحل وتبحث عن سكن آخر، لكن في ظروف العرب واليمنيين من الصعوبة أن تنتقل أو تبحث عن سكن آخر، وخاصة في سنواتك الأولى، كما يقول أكرم البعداني، موضحًا: نحتاج لسنوات، وهذا ما عمل به أخي عندما وجد مشكلة في الشارع الذي يعيش فيه فانتقل لحيّ آخر، لكن كان ذلك بعد أن تحسنت ظروفه المادية.. لكن أبو ابراهيم يقول: اليمنيون لديهم قناعة تامة في ارتباطهم بالمكان والبيئة، وبالتالي فمن الصعوبة أن يتنقلوا منها بسهولة؛ وهي حالة يمنية بحتة، ولهذا تجده يتعامل مع المكان والبيئة ويتحمل كل شيء من أجل هذا الارتباط والذكريات.
مما سبق فإن المواطن، بما فيه المهاجر، ملزم بمراقبة الوضع عن طريق شراء نظام مراقبة بالكاميرات لمنزله وما حوله، وفي حال وجد اشتباهًا في الحي الذي يسكن فيه فعليه أن يتحمل مسؤولية إبلاغ الشرطة ومعرفة آلية التواصل مع المنظمات التطوعية للأمن، والحديث لرجال الدين والتواصل مع وسائل الإعلام دون ذكر أسماء من أجل حماية أسرته وحماية الحي.. هذا في حال تمسّكه بالحي، ولم يستطع الانتقال للسكن في حيّ آخر.
وتشيد مصادر مطلعة بخصوصية ما تبذله الشرطة في مدينتي هامترامك وديترويت من جهود تتجاوز المدن الأخرى، لكنها تبقى بحاجة لمساعدة الأهالي باستمرار.
وأهابت المصادر باضطلاع المنظمات الخدمية بدورها في المدينة، وخاصة التي تحصل على عائد مقابل توعية المجتمع بمخاطر المخدرات وكيفية حماية الأسرة من الإتجار بالمخدرات في الأحياء السكنية.
تعليقات