لا يهم أين ستكون وجهتك لتناول وجبة طعام يمنيّة في «ديربورن»؛ فكل الطرق تؤدي لحصولك على خدمة متميزة.. فالمطاعم اليمنية تنتشر هنا وهناك، وباتت تُسجل حضورًا واضحًا ومنافساً في المدينة..!
ديربورن – «اليمني الأميركي» – اليزبيث كلارك:
ففي ديربورن، أصبح الطعام اليمنيّ أكثر شعبية، وبدأ يتنافس مع المزيد من المطاعم اللبنانية المعروفة… ويؤكد هذا الظهور والتوسع اليمنيّ الحديث في المطاعم والمخابز والمقاهي أن المجتمع اليمنيّ هنا يتطلع لتعزيز حضوره في المدينة كرقم فاعل في عجلة اقتصادها ولون واضح في ثقافتها… وفي هذا السياق يتزايد عدد المطاعم اليمنية بجانب المطاعم اللبنانية والعراقية ومطاعم الأقليات الأخرى.
“كان اليمنيون أول مجموعة تستقر في المنطقة”.. قال د. ماثيو ستيفلر، مدير الأبحاث والدراسات في المتحف العربي الأميركي الوطني في ديربورن: “في العام 1920، جاءوا في الغالب للعمل في المصانع، وفي منطقة البحيرات العظمى في الولاية”..
كان اليمنيون في بداية الاغتراب والهجرة هنا يأكلون في المقاهي، فيما يُعرف بمحلات القهوة في السبعينيات، وكانوا يعملون في المصانع، وكذلك كرجال ملاحة في البحر، إضافة إلى العمل في بناء السفن.
«لو ذهبت إلى متحف “دوسن غريس” في جزيرة البلاي ايلند، وأطلعت على كشف السفن لشاهدت أسماء يمنية هناك”.. يقول الدكتور ماتيوس للصحيفة.
في حين كان اليمنيون أول من استقروا ويعملون في ديربورن، فقد كانوا من بين آخر من افتتحوا المطاعم والمخابز، وبعضهم يمتلك مطاعم على الطراز العربي الحديث.
المطعم
افتُتح أول مطعم يمنيّ هنا في منطقة “دكس”، وكان مالكه سعيد حيدرة، الذي قال إنه اشترى مطعمًا قريبًا من مطعم القرية العربية حاليًّا، وبدأ في إعداد وتقديم الأكلات اليمنية، كان ذلك في عام 1982، وكان الخبز حينها يُعد في المنزل ويُقدَّم طازجًا قبل أن يُفتتح مطعم القرية العربية كأول مطعم يمني في المنطقة امتدادًا لمطعمٍ كان في “فاست فود”، على حد قوله.
مع اتساع وانتشار المطاعم اليمنية صار هناك – الآن – اكلات كثيرة متوفرة على قوائم الطعام في هذه المطاعم مثل: لحم المندي والمشوي بالطريقة اليمنية، والدجاج المحمرة (الفروج) بالطريقة اليمنية، والحلويات..الخ، كما أصبحت الأكلات اليمنية تحظى بإعجاب الكثير، بمن فيهم من يكتبون عن الأكلات اليمنية الناشئة في المدينة، والتي صار لها وجود ويبحث عنها الزبائن.
القلابة والسلْتة
كما بدأت الأكلات اليمنية تُسجل حضورًا في المطاعم اللبنانية، ومن هذه الأكلات: (القلابة).. وتتبع مقال كتبه “ويليام وإيفون لوكوود” بعنوان “الاستمرارية والتكيّف في الأطعمة العربية الأميركية” أقدم أشكال الطبخ والمطاعم في الشرق الأوسط في منطقة “ديربورن” و”ديترويت”.. ويصف الكاتب كيف يقوم مهاجرون يمنيون بتعليم الطهاة اللبنانيين على كيفية إعداد طبق (القلابة)، الذي انتهي به المطاف في قوائم المطاعم اللبنانية.
وما زالت أكثر المطاعم اللبنانية تُقدم هذا الطبق إلى يومنا هذا، كما تقدم “السلتة” بطريقة رائعة مع أكلات أخرى، والتي تحتوي على بهارات خاصة تجعلها قريبة من الأكلات المكسيكية.
يقول نجم الدين قطول – مدير مطعم سبـأ، وهو مطعم يمني: “لدينا في قائمة المطعم عدد من الأكلات، منها: لحم خروف، يُطبخ بطريقة خاصة مع البهارات واستخدام الفرن، ويُعرف بـ(الحنيذ)، فهو من أفضل ما نقدمه في المطعم، ولا يمكن لأحد تقديمه بطريقتنا، وكذلك لدينا طبق يمني آخر هو “الفحسة”، وهو عبارة عن قطع صغيرة من اللحم مع الخضروات والبطاط المهروس. ويضيف: “يبيع الآخرين هذه الأشياء أيضًا.. ولكن الطريقة التي يتم طهيها هنا هي طريقة مختلفة”.
وهناك، أيضًا، مطعم آخر شهير للطبخ اليمني، وهو مطعم النورس، حيث يفخر الشيف أبو سنان بإعداد وجباته بمكونات طازجة من مصادر محلية.. ويوفر هذا المطعم خيارات متنوعة من الأطباق اليمنيّة، منها: السلتة والحنيذ والعقدة وغيرها، مع وجود عصائر مختلفة.
ويقول الشيف أبو سنان: إنه في الأيام القريبة المقبلة سيكون هناك أكلة جديدة على قائمة الطعام، وهي سمك مُعد بطريقة يمنية.
المخبر
كما اُفتُتح، موخرًا، مخبز وكافتيريا “روتي ماكس” في شارع ميشيغان – شرق المدينة، ويقول جمال قمحان – مالك المخبر: لقد انتقلنا من الجنوب الأميركي لنستقر هنا، ومن ثم فكرتُ بافتتاح مخبز مع ابن عمي الذي يملك مخبزًا في اليمن، لا سيما بعد أن شاهدت المخابز اللبنانية في كل نواحي المدينة، ولا يوجد مخبر يمني هنا؛ فسافرت إلى اليمن وتعلمتُ لعدة أسابيع في المخابز اليمنية، ومن ثم تدربتُ في فرنسا، وفي دبي أيضًا، وبعدها فتحنا المخبز هنا”.
“لدينا الفطائر والكعك اليمني، وكذلك الخبز اليمني التقليدي (الملوج)، وأيضًا الكدم، وأصبح لدينا قسم خاص للفروج، وهي الدجاج المحمرة المشوية بالطريقة اليمنية”…ويضيف جمال:” أفتخر أنني أول من فتح (مخبز يمنيّ)، والقادم سيكون أفضل؛ فنحن نراهن على المستقبل، والرزق بيد الله سبحانه وتعالى”.
القهوة
وفي مجال القهوة أصبحت “قهوة هاوس” واحدة من المعالم الناشئة في تحضير وبيع القهوة اليمنية في مدينة ديربورن…وتضيفُ رقمًا آخر إلى قائمة المنشآت التي تستثمر في الطعام اليمني في سياق الحرص على تعزيز حضور اقتصاد وثقافة الطعام اليمني هنا.
تعليقات