ديترويت – “اليمني الأميركي”:
ما زالت جائحة كورونا متحكّمة بمجريات الحياة العامة في الولايات المتحدة الأميركية، وتحت وطأة هذه الجائحة تتفاوت الأضرار من ولاية إلى أخرى؛ إذ ثمة ولايات لحق بها ضرر كبير، ومنها ولاية ميشيغن، حيث وصل فيها عدد الإصابات، حتى يومنا هذا (الاثنين)، إلى ما يقارب (38) ألف إصابة، ونحو (3400) وفاة، وأغلبها في مقاطعة واين ومدينة ديترويت، حيث يوجد مكتب
المركز العربي الأميركي (أكسس).
أدت الجائحة، بلا شكّ، إلى بقاء الناس في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى مع ارتداء القفازات والكمامات بحسب قرار حاكم الولاية، وقد أدى ذلك إلى إغلاق الكثير من المكاتب العامة والحكومية وغيرها، بما فيها التي تعمل في إدارة البرامج الحكومية بالمقاولة، كما هو الحال في المركز العربي الأميركي (أكسس).
وصحيح أن أميركا موطن المهاجرين، لكن، أيضًا، لا زال المهاجرون يواجهون مشاكل كبيرة في تحقيق الانسجام مع المجتمع الكبير، وإنْ كانت حياة الجيل الثاني والثالث من المهاجرين قد أصبحت أفضل من حيث التأهيل والوظائف والدخل.
ثمة برامج خدمية تقدّمها الحكومة الفيدرالية من خلال مؤسسات خدمية واجتماعية لمساعدة كل الأقليات المهاجرة في الاندماج… ويُعدّ المركز العربي
الأميركي إحدى هذه المنظمات التي تعمل مع العرب الأمريكيين وغيرهم ممن يعانون من مشكلة اللغة، وصعوبة في الانسجام والاندماج مع المجتمع.
أُنشِئت (أكسس) عام 1970م لمساعدة المهاجرين عن طريق برنامج اللغة، وبعدها استطاعت الحصول على عدة برامج يقوم، من خلالها، بخدمة المجتمع، ومنها برنامج تقديم وتعبئة الاستمارات لبرنامج المساعدات الحكومية (الفود ستامب)، وهناك برامج تعليمية، أيضًا، لتأهيل الطلاب للدخول إلى الكليات.
السكان المحرومون
لم تعد الخدمات التي يقدّمها المركز العربي مقصورة على العرب فقط، بل صار المركز يُقدّم خدماته لكلّ مَن يريد هذه الخدمات.
تقول أنيسة سهوبة، مدير دائرة الشباب والتعليم في المركز العربي: «ما يزال عملنا متجذرًا من أجل ضمان حصول السكان المهاجرين والسكان المحرومين من الخدمات على ما يحتاجونه»، «برامجنا مفتوحة لأيّ شخص يدخل من أبوابنا، إنها لا تقتصر على السكان المهاجرين أو السكان العرب الأميركيين».
كورونا
منذ بداية تفشّي كورونا في ميشيغن وضعت الجائحة (أكسس) في وضع غريب… وكمنظمة تُقدّم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية، تُركز عملها على التنقل بين عدد كبير من المؤسسات التي تهدف إلى توفير شبكة أمان للناس وأُسرهم، وخاصة هذه الأيام مع فقدان الكثير وظائفهم، وأيضًا لمصالحم التجارية.
«لا زلنا نقدّم الخدمات حتى الآن، وبشكل أكبر في أيام الجائحة، فمكتبنا يساعد الناس في تعبئة الاستمارات الخاصة بالمساعدات والامتيازات التي تقدّمها الولاية للموظفين العاطلين عن العمل بسبب الأزمة… كما أن نظام وبرنامج الامتيازات يتعرض لعطل بين الحين وآخر، ونحنُ نتابع المختصين لصرف حقوق العمال الذين فقدوا أعمالهم ومؤهلين للحصول على الامتيازات، وهي الراتب الأسبوعي المقدّم من حكومة الولاية».
وتضيف سهوبة، «لا زلنا نعمل لتقديم المشورات وتقديم المعلومات اللازمة في ما يخص الطلاب الذين يذهبون إلى الكليات، ومساعدة الطلاب الذين يعيشون في مناطق فقيرة ولا يلقون من المجتمع تقديرًا لائقًا… نحن نحاول أن يكون لديهم فرص كبقية الطلاب الذين يعيشون في مناطق غنية».
الانترنت
ونتيجة للوضع الذي فرضته الجائحة توضّح سهوبة، «أصبحنا نتعامل عن طريق الانترنت سواء في تعاملنا أم في تدريس الطلاب الذين في مركزنا…
وأيضًا هناك تحديات في هذا الصدد كمعرفة مَن لا يوجد لديهم خدمة انترنت في المنازل، وهنا يتم التفكير في كيفية مساعدتهم… وهي تحديات كبيرة لاسيما إذا ما عرفنا أنّ في العام 2018 كان ما يقارب 40 % لا يوجد لديهم خدمة انترنت في البيوت… كما تُعدّ مدينة ديترويت من المدن التي تعاني من ضعف التعليم في مدارسها، والأطفال فيها يحتاجون إلى المساعدة أكثر من أيّة مدن أخرى».
وزادت قائلة: «على الرغم من أن هناك مَن يطالب بفتح الدوائر الحكومية وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي من حيث الأعمال والتعليم إلا أن الناس لا يدركون ما نحتاجه الآن، وهو الجلوس في المنازل والحماية الشخصية، كما أن الجلوس في المنازل والحماية الشخصية تحتاج إلى متطلبات هي من مهام الجميع، ومن مهامنا أيضًا».
واستطردت موضحة أن «منظمة (أكسس) تقوم بواجبها في الوقت الراهن لمعرفة حاجات المجتمع والمساعدة في إعداد الطلبات لتوفير هذه الخدمات
بالتواصل مع مَن يهمه الأمر، ولو وفق ما هو متاح للمنظمة، لكنها، على الرغم من ذلك، حريصة على معرفة الاحتياجات والمساعدة قدر الإمكان».
تعليقات