مايكل باك
حصل لي أنني في 1 مايو 2019، حيث كنتُ جاهزًا لمغادرة العمل، وإذا بالمالكة أوقفتني، وقالت لي: إنني كنت في انتظارك من أجل الحديث معك. عرفتُ حينها أن شيئًا ما سوف يحصل. لقد قالت لي: سوف نغلق النادي الخاص اليوم من أجل شيء أفضل. وأضافت: إنني أعرف أني سوف أُغير من مزاجك الشخصي اليوم. وبالفعل لقد قد كنت متفاجئًا جدًّا. قالت لي: أريد منك تسليم المفاتيح…لأنني كنت أستيقظ الساعة الرابعة صباحًا لفتح مقر النادي، وهو عملي، إضافة إلى كوني المسؤول عن الاستقبال والإشراف في النادي لمدة (25) سنة لم أغب يومًا، وآخر مرة تغيبت فيها كانت قبل (8) سنوات… أما الآن فلم يعد هناك سبب من أجل أن أستيقظ مبكرًا، وإن كنت أستيقظ مبكرًا لأخذ أولادي إلى المدرسة.
أذهب، حالياً، إلى منظمة مختصة في البحث عن العمل اسمها (ميشيغن ورك)…وهي مختصة بالمواطنين الذين ليس لديهم عمل، بحيث تبحث عن عمل يومي لي مقابل أن الولاية تدفع لك كل أسبوعين بحسب قانون العمل في ولاية ميشيغن، وأميركا بشكل عام.
عندما أدخل الغرفة وأشاهد الموجودين أقول لنفسي: ليس مكاني هنا… وعندما أفكر قليلاً أجد أن كل الموجودين يفكرون بنفس الفكرة.
أصبح روتيني اليومي هو البحث عن عمل وتعبئة الاستمارات الخاصة بالأعمال من أجل أن تسجيلها وتستلم مرتبًا نصف شهري كإثبات أنك تبحث عن عمل عندما تُجيب عن الأسئلة التي تُقدم لاستلام المعونة النصف شهرية، وهو مرتب من منظمة العمال الذين فقدوا أعمالهم، وتعطى لكل شخص فقد عمله، بشرط أن يكون قد عمل أكثر من سنة، وكلّ بحسب حالته الشخصية وتاريخه في العمل.
انت الآن في الكون البديل، أنت لم تعد موظفًا، أنت دون وظيفة، والحياة مستمرة، وحظًّا موفقًا.
ما يحصل لي أولاً اتصال هاتفي وبعدها رسالة بالتلفون وإيميل تقول لي أرسل سيرتك الذاتية، ونريد أن نساعدك، وبعد أسبوعين تجد أن رنين الاتصال و رسائل الإيميل تتراجع وأس أم أس تنقطع.
من الصعب جدًّا أن تقضي يومك تبحث عن عمل، حيث ستتأثر نفسيًّا؛ لهذا تبحث عن بدائل.
في العالم البديل – الآن – أقضي وقتي في المكتبة ومطاعم ماكدونالدز، لستُ وحدي، لكن هناك أيضًا بقية ممن ليس لديهم عمل ويبحثون عن أعمال، وكل منا يعرف الآخر، وكلنا متفقون أننا في الكون البديل.
المكتبة مكان مناسب ورائع حيث يمكنك استخدام الكمبيوتر، وأيضا تشاهد نفس الأشخاص تقريبًا كل يوم، والبعض يستخدم نفس الكمبيوتر كل يوم فلم يعد لديه خيار.
أنا أصبحت داعمًا كبيرًا لمطعم ماكدونالدز، الآن أشرب المشروب الغازي، وأستطيع أن أعيد تعبئة الكأس أيضًا، وهذه ميزة، وآكل بعض الوقت شيئًا بدولار واحد، وهكذا يوميًّا مع ممارسة القراءة، وكذلك عمل بعض الأوراق الخاصة بي.
ألاقي وأشاهد نفس الأشخاص، أحدهم يقرأ، وآخر يقول إنه يريد ماء لكنه يشرب الكولا، وواحدًا آخر بيده تابليت، وآخرين متزوجين لمدة خمسين سنة، وهم متزوجون ويريدون يعرفون عني… وهكذا نشاهد ونلتقي يوميًّا بهذا الكون البديل.
تلفوني يعطيني إشارات من الذين استلموا سيرتي الذاتية تقول لي إنني لست مؤهلاً للعمل، ولا توجد لدي الشروط الضرورية، أو أن المرتب ليس كافيًا… والوقت يمّر، وعليّ أن أعبئ استمارات جديدة للعمل، ومن الضروري أن أعدل في سيرتي الذاتية التي أرسلها، هكذا أقول لنفسي!
لكني حقيقة الآن أريد أن أعود إلى البيئة التي أنتمي إليها، وأريد أن أترك الكون البديل، أنا لا أنتمي إلى هذه البيئة، أنا أنتمي إلى بيئة العمل.
تعليقات