هامترامك – «اليمني الأميركي» عمر ثابت :
في عدد الشهر الماضي نشرنا عن مشكلة هامترامك في التخلص من النفايات، وناقشنا القضايا التي يواجهها المقيمون وأصحاب الأعمال بشأن أوعية القمامة والمخلفات المتناثرة في أرجاء المدينة.
وقد ألقى البعض باللائمة على المسؤولين في المدينة، الذين لم يؤدوا واجبهم كما ينبغي، مشيرين إلى أن إصدار غرامة مخالفات على الساكنين ليس حلًّا للمشكلة…في حين ذكر آخرون أن المشكلة هي اجتماعية، وأن على السكان القيام بواجبهم تجاهها.
وقد رأينا أن نعيد نشر ذلك في صفحة “أنا أحب هامترامك” في “فيسبوك”؛ بما من شأنه اثراء هذه القضية…وهنا سنبسط لكم بعض تعليقات المقيمين، المنشورة في “فيسبوك”، ومن ثم نستطلع أراء بعض المقيمين والقائمين على المدينة.
الحكومة أولاً
مما قاله أحدهم في تعليقه: “أعتقد أنه ليس من الإنصاف أن يتلقى المقيمون غرامة مخالفة لعدم تنظيفهم جوار منازلهم في حين أن ساحات المدينة مليئة بالأعشاب والمخلفات…إنني أقول إنْ نظّفت الجهات الحكومية ساحاتها أولاً، فالأرجح أن المواطنين سيبادرون لتنظيف محيط منازلهم.. أليس الحفاظ على نظافة منزلك هو متعلق بمسألة احترامك لنفسك وافتخارك بشخصيتك؟
على المواطنين أن ينظفوا منازلهم وأزقتهم بصرف النظر عما يفعله أي شخص آخر.. إننا نلتقط سلال القمامة يوميًّا، ونكشط الشارع، ونحافظ على تقليم الأعشاب في محيط منازلنا وممتلكاتنا وأزقتنا.. وعندما يهمل أقرب جار لنا فِعل ذلك، فإننا في الغالب نلتقط سلال قمامته ونجز عشبه، وإلا فإن منازلنا ستبدو غير نظيفة بسبب كسل ذلك الجار.. تلك هي مهمة يومية، والأفضل أن أنجزها من أن أبدو قذرًا وغير متحضّر”.
الأسباب أكثر دقة
وبدلاً من إلقاء اللوم على المقيمين في المدينة، أشار أحد المعلقين إلى أن هذه المشكلة هي أعمق من مجرد التقاط المقيمين مخلفاتهم…ومما علّق به على العبارة التي وردت في توطئة ما تم نشره في عدد الشهر الماضي، وهي :”ليس هناك من طريقة سهلة للحديث عن هذه المشكلة…”، فقال: إن قولك هذا مفارقة مضحكة؛ لأن المقالة قد واصلت الحديث عن المشكلة بأبسط طريقة ممكنة.. إن هذا ليس سوى خبر آخر، (تقرير آخر)، لا يستطيع ولا يجرؤ على الحديث عن الأسباب الحقيقية للمشكلة في المستوى الأعلى، التي إذا ما اعترفنا بها، استطعنا معالجة المشكلة والتوصّل لحلّ نهائيّ لها.. لا، إن تلك المقالة – مثلها مثل مقالات سابقة – تُلقي بالمسؤولية على السكان، وتوفر لنا فرصة اللعب على “حيثما أسكن، يوجد…”، و”ليس كما نتذكر…”، وهذا كله من أجل توجيه اللوم على (الآخرين)، وعلى (الوافدين الجدد).. كفّوا عن الوقوع في هذا المقلب…الأسباب أكثر دقة واحتكامًا من أي شيء آخر”.
التنبيه قبل الغرامة
وقال معلِّق آخر: “إذا ما نظف كلّ مقيم أمام منزله، فتلك هي البداية.. وسواءً أكنت مالكًا أم مستأجرًا، فأنا أعتقد أنّ مَنْ لا يجزّ أعشابه، فينبغي – أولًا – أنْ يُعطى تنبيهًا، وبعد ذلك يصدر بحقه مخالفة وغرامة مالية.. ودفع غرامة المخالفة، وحسب، لا يحل المشكلة.. بل على كل إنسان أن يقوم بواجبه ويؤدي مسؤوليته أينما حلَّ”.
أفضل وسيلة
وبعد ذكر هذا، فالسؤال الآن: هل فرض (غرامة مخالفة) على المقيمين وأصحاب الأعمال يُعدّ الحل لمشكلة القمامة في “هامترامك”؟
“توفيق الجهم”، وهو أحد مُلّاك “سوبر ماركت البديع”، يُجيب بـ “نعم” قائلاً: “أفضل وسيلة تُمكنك من التأكد أن المدينة نظيفة هي فرض غرامة مالية (مخالفة) لكل مَن لا يُنظّف محيط منزله ومؤسسته… وقد اعتادت الإدارة فِعل هذا، فحَرَص الناس – إزاء ذلك- على النظافة… لذا يجب الاستمرار بفرض غرامة مالية على المتهاونين”.
ردة فعل
وأدلى “إيان بِروتا” – مفوض مدينة “هامترامك” بدلوه في هذه المشكلة، قائلاً: “أنا لا أشعر أن فرض غرامة مالية على السكان جرّاء عدم تنظيفهم محيط منازلهم هو الحل لمشكلة القمامة في “هامترامك”.. لكني أرى ذلك إجراءً أوليًّا.. لقد دعمتُ إجراءً آخر، أكثر فاعليةً في الماضي؛ لأنني أعتقد أن إمساك السكان على ما يفعلونه وما لا يفعلونه يأتي بنتائج إيجابية.. غير أن فرض غرامة مالية على المخالفين من المقيمين هو عبارة عن ردة فعل، ولكي نحصل على تأثير أفضل لمعالجة المشكلة فأنا أرى أن المدينة ومسؤوليها بحاجة لتبنّي موقف أكثر إيجابية.. أي أن عليهم تثقيف وتعليم المقيمين ما يحتاجون لتعلُّمه عن أنظمة المدينة، والسّبل المناسبة للتخلص من النفايات، وغير ذلك من الأمور الأخرى التي لها تأثير على حياتهم”.
عندئذ سُئل (بروتا): هل من حلول أُخرى للحفاظ على مدينة “هامترامك” نظيفة؟، فأجاب: “إن أفضل حلّ للإبقاء على “هامترامك” نظيفة هو أن لا تدع الأعشاب تنمو أكثر مما يجب، وأن لا تُهمل أوعية القمامة، وأن لا يقبل الناس رمي المخلفات باعتباره مسلكًا عاديًّا.. على المواطنين – جميعًا – أن يكونوا مبادرين إيجابيين لضمان نظافة المدينة، وهذا يبدأ، أولاً، في البيت.. حافظ على بيتك ومنشأتك نظيفة، من خلال العناية بالفناء والجوار، واحزم سلال القمامة، وتخلص منها بطريقة ملائمة في الأوعية المخصصة لذلك، والإبقاء عليها مغطاة بإحكام، ولا تسهم في هذه المشكلة بترك الأطفال والأصدقاء والجيران يلقون بالقمامة في أي مكان، أو التساهل إزاء تصرفاتهم الخالية من التهذيب…ولو أن كل مقيم في بيت أو صاحب مؤسسة خاصة في “هامترامك” حافظ على ملكيته نظيفة، فأنا موقن أن هذا سيكون له أثر بالغ في التغلّب على هذه المشكلة التي نواجهها الآن”.
كُنْ جارًا طيّبًا
أما مديرة مدينة “هامترامك” “كاثي انجرر”، فلم تُعلّق على مسألة فرض غرامات مالية على المخالفين من السكان لعدم تنظيف محيط منازلهم، وعمّا إنْ كان هذا حلاً لهذه المشكلة أم لا في “هامترامك”.. لكنها قالت: “إن ادارة المدينة تتوقع من كل مواطن الالتزام بـ “ كُنْ جارًا طيّبًا”، وحافظ على بيتك أو مؤسستك ومحيطهما نظيفين من أي تكدّس للمخلفات، وابقِهما في أفضل صورة…حين يحافظ المقيمون على مساكنهم ومنشآتهم نظيفة سليمة مرتبة، وكذا العناية بالأفنية والأزقة، فإنهم يكونون جزءًا من مجتمع نظيف وبيئة آمنة لأطفالهم ولجيرانهم ولمجتمعهم.. لقد وفّرت إدارة المدينة لساكنيها حاويات القمامة ليضعوا نفاياتهم فيها، ثم إن هذه الحاويات تفرّغ أسبوعيًّا بانتظام، وإن كان هناك مخلفات كبيرة فإن هذه الخدمة تُلبى حسب الطلب.. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نقوم بحملات نظافة في الربيع، ونقدّم سلال المهملات لمن هم بحاجة إليها؛ للتخلص من كمية مخلفات كثيرة”.
وبعد:
يبدو أن فرض غرامة مالية على المخالفين قد تساعد في التخفيف من المشكلة، لكنها ليست الحل الوحيد… إن المقيمين وأصحاب الأعمال بحاجة لِأنْ يتحملوا مسؤوليتهم، وأن ينظّفوا ويتخلصوا من كل ما يخلّفونه وراءهم… إن هذا هو موطننا، وقد حان الوقت لنتعامل معه كما يجدر بنا، وبما يستحقه من مواطنيه.
تعليقات