Accessibility links

الصحة العقلية والنفسية: لِنتعلم من بعضنا ونكسر صمتنا..!


إعلان
إعلان
  • صبحة حنيف لـ(اليمني الأميركي): البنجلادشيون يفتقرون إلى الموارد اللازمة للتثقيف الصحي الوقائي

  • الندوة جزء من ورش العمل الصحية المستمرة والمخصصة للنساء البنجلادشيات في هامترامك وديترويت

  • طرحت الندوة وسيلة لسرد القصص الواقعية وتبادل القصص الشخصية للشفاء والتغلب على المشاكل كوسيلة مهمة لمعرفة الفروق الدقيقة في رعاية أحبائهم الذين قد يعانون من اضطراب عقلي

  • قال المتحدثون إنه بسبب وصمة العار لا يشارك الناس أمراضهم ومخاوفهم في الأمراض العقلية، ما يؤدي إلى العزلة وتفاقم الأعراض

هامترامك – ” اليمني الأميركي”- نرجس رحمان:

كانت (ياسمين أحمد)، التي تعيش في هامترامك، في السنة الخامسة من عمرها عندما تم تشخيص حالة شقيقها الصحية بأنه مصاب بالفصام المصحوب بجنون، وكان عمره حينها 15 سنة.

تحدثتْ عن ذلك عندما بدأ الحديث عن كل ما يتعلق بالتثقيف الصحي الوقائي في الندوة التي أُقيمت، مؤخرًا، في هامترامك بحضور أكثر من (50) امرأة مهتمة بموضوع التثقيف الصحي بالصحة العقلية والنفسية للمرأة، وهي جزء من سلسلة فعاليات ينظمها البنجلادشيون الأميركيون ضمن مشروع التمكين الاجتماعي.

 وجاء هذا الحدث بعد أسبوع من (أسبوع التوعية بالصحة العقلية، الذي انعقد خلال الفترة من ( 6-12) أكتوبر (تشرين الأول).

ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن “حوالى1 من كل 5 أطفال ومراهقين في العالم لديهم مشاكل ومصابين باضطرابات عقلية”.

وقالت منظِّمة الحدث (صبحة حنيف): إن الندوة جزء من ورش العمل الصحية المستمرة والمخصصة للنساء البنجلادشيات في هامترامك وديترويت، والمتركزة في الاهتمام والتخصص لتناسب الاحتياجات الثقافية للمجتمع.. ولهذا فالمحاضرات في الندوة قُدِّمت من قِبل طبيبات، وبعض دعاة الدين.

وقالت صبحة: “كان العديد من النساء مترددات في طرح مواضيع معينة تتعلق بصحة النساء أمام الجنس الآخر”.

طرح في الندوة وقُدمت وسيلة لسرد القصص الواقعية لتهيئة بيئة آمنة للناس وتبادل القصص الشخصية للشفاء والتغلب على المشاكل كوسيلة مهمة لمعرفة الفروق الدقيقة في رعاية أحبائهم وأقاربهم الذين قد يعانون من اضطراب عقلي، مثل شقيق ياسمين.

هنا ذكرت ياسمين شقيقها، وقالت: “ضع نفسك مكاني”.. “عقلك وجسمك لا يستطيعان فهم نفسه”.. وأشارت إلى أن تشخيص حالة شقيقها دفع أسرتها لقضاء المزيد من الوقت معًا في المشاركة بالمناقشات والأنشطة الترفيهية.

تعمل ياسمين في مهنة احترافية في علم النفس السريري والعلاج بالفن لمساعدة الآخرين.

 وصمة عار   

في مجتمعات جنوب آسيا، لا زال السبب الرئيس وراء عدم حصول الناس على المساعدة هو وصمة العار المحيطة بموضوع الصحة العقلية، كما تقول سانية شهيد، أخصائية اجتماعية ومعالجة متخصصة في القلق والغضب والوسواس القهري.. “وصمة العار هي ما لدى الآخرين عليك وعلى نفسك.. كن مرتاحًا في نفسيتك حتى تتمكن من تثقيف نفسك والتعلم من بعضنا البعض”.. “اكسر صمتك”.

عوائق المساعدةً

ووفقًا لجمعية القلق والاكتئاب الأميركية، “يبلّغ الأميركيون الآسيويون عن حالات مرضية عقلية أقل من نظرائهم البيض.. لكن هناك العديد من العوائق التي تحول دون حصول هؤلاء السكان على مساعدة من أخصائيي الصحة العقلية، بما في ذلك الحواجز اللغوية والوصم وعدم وجود الوعي والموارد وخدمات الصحة العقلية داخل مجتمعاتهم”.

المساعدة وليس الحكم

وقالت سانية: إن العثور على المعالج الذي يخلق “بيئة آمنة غير قضائية” تُعتبر مشكلة وليست حالة تحتاج مساعدة، وهنا الأمر المهم.. “أنت مهم وأنت تستحق الأفضل”.. وأضافت: “من أجل أن تُحب شخصًا آخر، عليك أن تُحب نفسك”.. وهنا بداية الحوار لمساعدة شخص معيّن.

وقال المتحدثون: إنه بسبب وصمة العار، لا يتشارك الناس أمراضهم ومخاوفهم في الأمراض العقلية مع الأصدقاء أو العائلة، ما يؤدي إلى العزلة بسبب العار.. هذا يُمكن أن يزيد من الأعراض، ولهذا يعاني الناس في صمت.

العمل والاجتهاد ليس كافيًا

نميرا إسلام – محامية ومؤسس مشارك لـ MuslimARC، وهي منظمة تثقيفية غير ربحية تعمل في مجال حقوق الإنسان وتوعية وتثقيف المسلمين حول العدالة العرقية.. تقول: يُعتقد أن الأميركيين الآسيويين “أقليات أنموذجية” كونها تعمل بجد لكنها تبتعد عن الاعتراف بوجود مشاكل صحية.

وأضافت نميرا: إن هذه الصورة النمطية قد تردع الناس عن البحث عن خدمات الصحة العقلية، شخصيًّا ومهنيًّا.. “حتى لو لم يكن هناك أحد آخر من أجلك، فأنت شخص ما”..

كما قالت سنبال أشرف، وهي طبيبة نفسية في جامعة واين ستيت، “إن الناس لا يدركون أن القلق يتخذ أشكالًا جسدية مثل الإغماء أو الدوار أو التنميل من الصدمة”.. “كن مرتاحًا مع نقاط الضعف والعواطف الخاصة بك”.

العار الاجتماعي    

 كانيز تشودري، متخصصة في العدالة الجنائية والعلوم السياسية بجامعة واين ستيت، ُقدّمت معاناة الفتاة (كينزا)، حيث قالت: إنه عندما جاءتها الدورة الشهرية وفترة الحيض غير المنتظمة، لعدة أشهر، اقتربت من والديها وتحدثت معهم، فأخذوها إلى الطبيب، الذي قلل من شأن الأمر، حتى طلبت كينزا رؤية OBGYN، وهي طبيبة نساء، حينها وضعها والداها على طب المعالجة الهرمونية بدلاً من السماح لها بالتحكم في النسل لتنظيم الدورة الشهرية بسبب وصمة العار الاجتماعية.. وهذه إشكالية لهذا الدواء جعلتها أكثر مرضًا.

بعد إغمائها في المدرسة، أدركت أن صحتها كانت تتسبب في خسائر جسدية وعقلية.. جلست كينزا مع والديها وأجرت محادثة غير مقنعة حول تأثير العلاج عليها، لكن والديها بقوا مصرين على تناول الدواء الذي سيساعدها على الشفاء، وهو ليس الحل والعلاج.

 كانيز تُشجع النساء على أن يكنّ مناصرات لأنفسهن، فهنّ من يعرفن شؤون صحتهن أكثر من الآخرين.

الثقة

شمسن نهار، مهندسة ومالكة CakesByLucky، قالت: إن المرض العقلي يمكن أن “يحطم ثقتك”، بسبب المعايير المزدوجة مع التعليم والعلاقات والمسؤوليات تجاه النساء.. وتابعت: أننا بحاجة إلى القيام بعمل أفضل لتثقيف أنفسنا وعائلاتنا لتبديد خرافات الصحة العقلية، التي يعتقد ثقافيًّا أنها سلبية أو محرمة أو سحر أسود أو حيازة.. “يجب أن نحاول فعل شيء حيال ذلك”.

الندوة الصحية التي عُقدت عن المرأة هي جزء من سلسلة تم إنشاؤها من خلال البنجلادشيين الأميركيين من أجل التمكين الاجتماعي (BASE) وهو المشروع الذي أسسه السيد أبو حنيف عام 2011. وبعد وفاته، أخذت ابنته صبحة وعائلته زمام المبادرة لاستضافة ورش العمل.

وقالت صبحة لصحيفة (اليمني الأميركي) إن البنجلادشيين يفتقرون إلى الموارد اللازمة للتثقيف الصحي الوقائي.

“كان الكثير من الناس يذهبون إلى العيادات المجانية ويقومون بسحب عينات من دمائهم وفحص نسبة السكر في الدم وقياس ضغط الدم وإخبارهم من قِبل فني أو طبيب بأن لديهم قيمًا غير طبيعية، ولكن لم يكن هناك تركيز على التثقيف الصحي الوقائي”.

تعمل صبحة مع المهنيين ومقدمي الرعاية الصحية لإظهار هذه الفوارق.. إنها تأمل أن تعقد حلقات دراسية حول الصحة العقلية كل ثلاثة أشهر، مع أنماط مختلفة من ورش العمل.

 لمزيد من المعلومات حول الندوات القادمة تواصلوا مع صبحة على الإيميل: subhahanif@gmail.com

   
 
إعلان

تعليقات