Accessibility links

الصحافية السعودية الفائزة بجائزة (ولينبرج) صفاء الأحمد: ما زلتُ في حالة صدمة.. وتغطية الصراع اليمني هو المُهمّ


إعلان

ديربورن – « اليمني الأميركي» -سيمون آلبرت:

بموجب التصريح الإعلامي من جامعة ميشيغن في مدينة آنا اناربور، المنشور في موقعها الإلكتروني، فإن الجائزة التي تمنحها لجنة (ولينبرج) التي أسستها الجامعة تُمثّل تكريمًا لشخصية ولينبرج ودأبِه على إنقاذ الناس من اليهود الذين كانوا معرَّضين للموت أثناء الحرب العالمية الثانية.

سافر ولينبرج إلى أماكن خطرة في العالم، وفقد حياته في مدينة بودابست، وكان حينها ما يزال طالبًا في جامعة ميشيغن؛ ولهذا تُمنح جائزة باسمه لكلّ مَن يحاول الوقوف مع المضطهدين والمعرّضين للخطر، ومساعدتهم للتخلص من العنف الذي يُوجَّه ضدهم.

البروفسور سالي هاولي – مسؤول الدراسات العربية في جامعة ميشيغن، بمدينة ديربورن – أسهمت بتنظيم فعالية استضافت فيها الصحافية السعودية صفاء الأحمد عقب تكريمها من الجامعة ومنحها جائزة ولينبرج؛ تقديرًا لِما قدّمته في فيلم وثائقي يُحقِّق في الهجمات الأميركية على أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، وآثار ذلك على المدنيين في المدن والقرى المستهدَفة.

وكان رئيس الجامعة قد استهل الفعالية بكلمة رحّب فيها بالضيوف والطلاب.

عقب ذلك تم عرضُ فيلمِ المحتفى بها، والذي يدور حول الحرب الأميركية ضد القاعدة في اليمن، والذي تم عرضه في قناة (بي بي سي) بتأريخ 22 يناير/ كانون الثاني.

السيدة سالي هولي أثنت على تجربة الأحمد، واعتبرتها من مصادر قليلة باللغة الانكليزية عن الحرب على الإرهاب في اليمن، معتبرة الجائزة “ليست سوى جزء بسيط إزاء ما قامت وتقوم به الأحمد».

فيما قال رئيس لجنة الاختيار في الجائزة، السيد جون جودفير، لصحيفة (اليمني الأميركي): جاء عمل صفاء بتكلفة هائلة وباهظة، حيث تعرّضت للخطر، لكن كان لديها إصرار قويٌّ للوصول إلى الحقائق”.

عقب عرض الفيلم فُتح الباب للنقاش، وتحدثت الناشطة اليمنية الأميركية حنان يحيى، والباحثة اليمنية الأميركية في جامعة لاينسنج نسرين الأديمي.

صفاء تحدثت للصحيفة بعد الفعالية عن قصتها مع فيلمها عن اليمن، وأهمية التكريم والجائزة.. وكان هذا الحوار:

 

ما التأثير الذي كُنتِ تأملينه في الشتات اليمني؟ 

أتمنى أن يكونوا قد شعروا بأنّ هناك مَن يُمثّلهم، وأن هناك مَن ينقل المشاكل والأحداث التي يواجهها المجتمع، وهناك مَن يُعطي مساحة من التغطية الإعلامية لتلك الأحداث.. لم تعد الأمور في اليمن كما كانت، فلم يعد الشخص الذي يعيش في تعز يعرف ما يحصل في عدن.. ولهذا فالتمثيل في تغطية وعرض الأحداث مهمّ ليعرف العالم ما يحصلُ في اليمن.

التصوير المرئي

لاحظتُ أنكِ تكتبين وتقومين بالتصوير، لكن التصوير السينمائي له تأثير واضح في مسيرتك.. ما قولكِ في هذا؟

أعتقدُ أن التوثيق السينمائي، أو من خلال الفيديو، أكثر تأثيرًا من أجل عرض قصة معيّنة، فلو أنتَ كتبتَ تقريرًا أو قصة للصحافة المطبوعة أو للراديو فإنه لا يُمكن أن تكون في نفس المستوى، وخاصة في حالة مثل اليمن؛ فهناك فرْق بين التقرير أو القصة وكتابتها، ولا يمكنك – أيضًا – تعديل أو تغيير مسار التصريح للشخص المتحدّث.. صحيح هناك أمانة مِهَنيّة، لكن أنْ يتحدث الشخص مباشرة للكاميرا والاستماع إلى الشخص دون تحرير وإعادة تحرير المادة هو أمر مختلف؛ فالتصوير أكثر تأثيرًا؛ ولهذا فالفيلم الوثائقي الذي أنجزته عن اليمن هو باللغتين: (العربية والانكليزية)، ويستطيع المتحدثون وجميع اليمنيين مشاهدته باللغتين، لذا فالتصوير المرئي والفيديو أكثر تأثيرًا.

هل كنتِ تعتقدين أن تقاريرك ستتناسب مع المهمة الأوسع لجائزة ولينبرج؟

ما زلتُ في حالة صدمة.. أنا لا أستحقّ ذلك.. آمل أن يُعزّز هذا من الحديث عن هذه النوعية من التغطيات، والقيام بهذا النوع من التغطيات، ويُعزّز من قدرتي على مواصلة القيام بهذه الأعمال.. كما آمل بعد ذلك أن أجلس مع هؤلاء الناس.. لقد كنت ذاهلة عند الجلوس معهم حينئذ، لذلك أرى أن هذا يُعبّر عن الموضوع الذي أُغطّيه؛ فالقضية هي الموضوع وليس أنا، ومن المهم أن يُقدّم صورة عن الصراع اليمني وأهمية تغطيته.. أنا – فقط – كنتُ القناة لنقل ذلك.. ولكني أعتقدُ أن الجائزة تُدرك مدى أهمية القيام بهذه التغطية.. لذلك أعتقدُ أن هذا هو الشرف بحدّ ذاته.

بلد ساحر

ما الشيء الذي لفت انتباهك لتتوجهين إلى اليمن؟.. هل كانت الأزمة؟

كنتُ أعملُ هناك قبل الأزمة.. لذا فإن الأزمة وأحداثها دخلت في مخيلتي، وليس العكس.. إنه بلد ساحر، ورائع بالنسبة إليّ، السياسة وتعقيداتها، وكذلك جمال الناس، وكيفية التعبير عنهم، والوعي والمجتمع المدني هناك.. كل ذلك كان نابضًا بالحياة.. يوجد الكثير للقيام به هناك.. لذلك لم يكن الصراع هو الذي جذبني، ولم أتطرق لتغطية الحرب.

التعقيدات 

يبدو أن فيلمك حاول الإشارة إلى التعقيدات الأوسع للصراع.. هل تعتقدين أن تلك التعقيدات هي أكبر تحدٍّ للسلام في المنطقة، أم أن هناك ما هو أكثر من تلك التعقيدات؟ 

أعتقدُ أنّ مَن سيوقف الحرب في النهاية هو أكبر الأطراف المتحاربة.. المسألة ليست في التعقيدات.. هذا ما كنتُ أحاول الإشارة إليه من قبل، وهو أن اليمنيين قادرون – تمامًا – على التعايش مع هذه التناقضات، ورغم الخلاف مع بعضهم البعض ما يزالون يجتمعون.. اليمنيون كمجتمع عُرضة لهذه التعقيدات.. السلام سهل جدًّا في اليمن.. ولهذا فالتحالف السعودي فقط هو الذي يتعيّن عليه أن يُقرر ما الذي سيتوقف عليهم، وماذا يريد التحالف…هذا كل ما تحتاجه دول التحالف.

   
 
إعلان

تعليقات