فكري قاسم*
من 2011 إلى اليوم واليمنيون يمارسون في حق بعضهم بعض أبشع صنوف المهانة والعذاب وكأننا أمة من القطط التي تأكل بعضها.
أصبحنا مسجونين في سجون بعض، ومعاقين بسبب بعض، ومشردين في كل زوّة بسببنا وسلوكنا تجاه بعضنا.. أصبح سلوكًا متوحشًا، ويفتقر لروح الإنسانية، وكلنا في حقيقة الحال حانبين، ونحتاج إلى نبيّ يخارجنا ويعيد صياغة طريقة حياتنا من جديد.
كذبنا على بعضنا كثيرًا، واستغفلنا أمتنا بحكايا لم يكن لها داعٍ، وحرّمنا على بعضنا البعض نعيم الحياة، واستكثرنا على بلادنا أن تكون هادئة ومستقرة، وغرتنا المطامع في سبيل الوصول إلى السلطة بهذه الطريقة العدمية، وفتحنا عيوننا في الآخر على بلاد بلا سلطة واحدة، وبلا حكومة واحدة، وبلا جيش واحد، وبلا شعب واحد.. ولم نستفد حتى الآن من هذه التجربة المريرة والقاسية، إذ ما زلنا حتى هذه اللحظة نقاتل بعضنا بشراسة، ونذيق شعبنا وأمتنا الصابرة مرارات التفتت والتشرذم والسير إلى الهاوية.
إلى متى سنستمر على هذا الحال؟
الله أعلم..
لا مؤشرات مطمئنة في الواقع؛ لأن خطاب الكراهية السائد من قِبل كل الأطراف عمومًا لم يترك لنا مجالاً حتى لشوية تفاؤل على الأقل.. لقد أصبحت الكراهية وروح الخصومة هي السلوك اليومي العام المتداول في الشوارع، وبمواقع التواصل الاجتماعي، وفي المقايل، وفي حوارات الساسة، وحتى في مساجد الصلاة ! وهذا بحد ذاته كفيل بمواصلة السير إلى الهاوية بعينين مفتوحتين لا تشاهدان الآخر إلا باعتباره الخصم والعدو الذي ينبغي أن يتم تدميره وإنهاؤه من الوجود.. وهذا في رأيي هو الحافز الكبير لمواصلة هذه الحرب المجنونة بلا تعقل أو إحساس بمعاناة الناس.
* كاتب يمني ساخر
تعليقات