السبت القادم.. ريال مدريد وليفربول.. نهائي عاصف في باريس..! أعصاب عالمية على صفيحٍ ساخن..!
عبدالله الصعفاني*
أن تتابع خواتيم الدوريات الأوروبية (القارة والأقطار)، فهو موعدك مع دوريات (نار يا حبيبي نار..!)
لا فرق بين دوريّ الأبطال ودوريّ المؤتمر.. والأخير منافسة حديثة للأندية الأقل حضورًا على الخارطة، لكن القليل بحساب منافساتهم كثير ومثير.. ويا ستَّار على الشغف عندما يزيد عن حدِّه، لكنه لا ينقلب إلى ضدّه، وإنما يستحضر أمجاد الإثارة من كل أطرافها.
* والسبت القادم ستكون الكرة الأرضية بملياراتها السبعة من البشر مشدودة الأنظار إلى عاصمة النور والسرور باريس، حيث سيتحدد مآل نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي.
وقبل المواجهة.. هناك الكثير مما قيل ويقال وسيقال عندما تتحدد هوية البطل، ويعلن مصير وقسمة ونصيب أكثر من مليار يورو هي إجمالي ما سيوزع، ليس على الأبطال وحدهم، وإنما أيضًا على أصحاب الشاردة والواردة.
وكانت جوائز هذه البطولة زادت عن الموسم الماضي بما نسبته 3.6%.
* أموال للمتأهلين لدوري المجموعات.. فلوس لمن وصلوا للدور ثمن النهائي، ومن بلغوا نصف النهائي.. و(زلط) عن كل فوز وكل تعادل داخل المجموعات.
أما مكافأة الأبطال فليس أمام من يتعصبون للدوريات الأوروبية من اليمنيين الذين يعيشون دون مرتبات على كثرة الحكومات والزعامات، إلا أن يمسكوا الخشب، فالعين حق، وقد تضرب ملعب المباراة، أو قدم كريم بن زيمة، أو محمد صلاح بعين حق تفلق الحجر.
* وفي الظاهر أن عناصر الشد العصبي تسيطر على الرياليين والليفربوليين، لكن الحقيقة الأكثر وضوحًا هي أننا أمام شبكة متداخلة جعلت أعصاب القارة الأوروبية، بل وأعصاب سكان القارات مجتمعةً، مشدودةً إلى المعركة الإنجليزية الإسبانية على أرض فرنسية.
* خصوم الريال الكتلونيين جاهزين للوقوف وراء ليفربول وتشجيعه، ضاربين عرض الحائط بما يسمى الشراكة في الوطن.. وخصوم ليفربول الإنجليزي في مانشستر يونايتد يجاهرون بتمنيات أن يخسر ليفربول أمام الإسبان.
أما لماذا تشجيع الغريب على القريب، فليس لأنّ زمار الحيّ لا يُطرِب فحسب، وإنما لأنّ عدو عدوي صديقي في الرياضة، كما في السياسة..! وتابعوا ما جرى ويجري من مباريات كلامية في كل اتجاه لم تغفل حتى الأمور البعيدة المتصلة بمعركة رصّ الصفوف، كما هو الحال بفرح خصوم ريال مدريد بفشل فكرة انتقال الفرنسي كيليان مبابي إلى ريال مدريد وتجديد عقده مع باريس سان جرمان بحماسة رئيسه القطري ناصر الخليفي، ومن ورائه الرئيس الفرنسي مكرون نفسه الذي تعامل مع موضوع بقاء مبابي وكأنه موضوع أمن قومي.
* واختصارًا لانزعاج الرياليين من فشل الصفقة بمراوغات مبابي الذي لعب على الريال النادي من أجل عيون الريال القطري بعد أن قام بتحمية سوق سعره، مجدِّدًا مشواره مع باريس سان جرمان..!
ويكفي أن نتأمل في الذي كتبه الصحفي الريالي توماس رونسيرو، وهو يقول مخاطبًا مبابي:
ابقى معهم لتُدفن هناك..
أنت الخاسر وليس الريال..
أهدرت أحلام طفولتك من أجل المال، وصرت من أفقر اللاعبين إرثًا وقيمة كروية.. (تعصُّب قلم)
وحتى أنشيلوتي مدرب الريال استدعى الدبلوماسية فاكتفى في ردّه على أسئلة فشل فرصة تعزيز الريال بمبابي قبل النهائي الكبير بقوله: لا أُريد الحديث عن أيّ لاعب لا ينتمي للريال، وطبعًا فرح الكتلونيون بعدم انتقال مبابي إلى ريال مدريد في إطار معركة ادعاء الأفضلية.
* وفي عمق الصراع الاستباقي على دوري الأبطال المنتظر، ثمة معركة خاصة بين مهاجم الريال الفرنسي من أصولٍ عربية، كريم حافظ بن زيمة، وبين لاعب ليفربول المصري محمد صلاح، وكليهما مرشح للكرة الذهبية مع فرصة أكبر للأول، حيث ستضيف النتيجة من حظوظ هذا أو ذاك، ما يجعل قلوب محبي محمد صلاح من العرب تتسارع في الخفقان، أملاً في إنجاز جديد لصلاح الذي أكد أن عيناه على مباراة ليفربول أمام الريال، فيما اكتفى بنزيما بقوله: أركِّز على نهائي دوريّ الأبطال، ولا أريد الحديث.. وبالمناسبة، صلاح الذي اقتسم مع اللاعب سون جائزة هداف الدوري الإنجليزي الذي ذهب لمانشستر سيتي وصل دخله المادي إلى 45 مليون، علاوة على عوائد الإعلان والقيمة السوقية المتزايدة.
* عود على بدء.. المشجعون العرب مشغولون بمصير وتفاصيل نهائي السبت القادم على كأس دوريّ الأبطال بصورة لا تقلّ عن المشجعين، أصحاب الشأن أنفسهم.
وهم اليوم، وحتى المباراة، وما بعدها، في حالة مذاكرة لقواعد المباريات الكلامية دفاعًا وهجومًا، فرحًا وتبريرًا، إقدامًا وإحجامًا.. وهي مباريات ستنبش في التاريخ القريب والبعيد بحساسية مفرطة تستدعي التذكير بحاجة جحا لأنْ يعُد غنمه أولاً، ليكون أيضًا أحق بلحم ثوره، بأمل أن يمتنع مشجعو الريال وبرشلونا المشارك في نهائي أبطال أوروبا من بعيد عن تناول البيض والسمك، أملاً في حفاظ مشجعي الناديين على الحساسية في معدّلها الطبيعي داخل فضاءات الحزن والفرح.
*ناقد رياضي يمني
تعليقات