عبدالعزيز المقالح
أيها الجائعون
ابشروا
لن تجوعوا
فقد أذّن المتوضّون للحرب
وانهمرت في الشوارع والطرقات
شظايا الأناشيد،
هيا ابشروا
لن تجوعوا
كلوا من لحوم المدافع
من شحم دبابةٍ
لا تخافوا من الموت
فالموت أغنيةٌ عذبةٌ
والشهادة واجبةٌ
وهناك وراء القبور المغطاةِ
بالزهر مائدةٌ ،
لن تجوعوا
ولن تظمأوا بعدها أبدا.
أيها الجائعون
أقول لكم : آه …
معذرةً لم أجد ما أقول لكم
غير أن تصبروا
وإذا أفلس الصبر
في ردع صوت البطون
وإسكات ِ أحشائها
صابروا
انتظروا نعمةَ الحرب
فالحربُ قادمةٌ
وموائدها مثقلات
بما لم تروهُ
ولم تسمعوهُ
ولم تقرأوا مثله
في كتابْ .
أيها الجائعون
أصمدوا
واصبروا
وإذا أحرقَ البردُ
أجسادَ أطفالكم.
فأحرقوا كلمات الجرائد
والقنوات
وما دَبّجَ الخطباء ،
من الشعر والنثر
والحكمة المتوخّاة
تكفي وقوداً
لطبخ الكلام
وتشييد سورٍ سميكٍ
من التدفئة .
أيها الجائعون
أفيقوا…
ولا تصبروا
كل شيءٍ سيمضي
كما يشتهي الجوع
ليس كما يشتهي الجائعون
هكذا قالت القنواتُ
فلا تصبروا
واحذروا
ليستِ الحرب باباً لصبحٍ جديدٍ
كما يزعمون
ولكنها ظلمةً
أعيدوا السيوف لأغمادِها،
إنها الحرب بابٌ إلى الموت
بابٌ لقتل المشاعر
بابٌ إلى المحرقةْ.
ليستِ الحربُ حلاً … إذاً
ليست الحرب باباً إلى الله
باباً إلى جنةٍ
في اتساع السماوات
والأرض ،
لا بـِدمِ الأخوين اللدودين
يكتبُ شعبٌ وثيقتُهُ
للبقاء
وللانتماء إلى العصر
ترسمها جثثُ الأبرياء
يوقّعها الظافرون الأشاوس
أو لا يوقعها غير غربانِ قابيل
بعد انقراض الرجال
وموت شهود القبيلةْ.
تعليقات