فكري قاسم *
كم جلس الرئيس علي عبدالله صالح (الله يرحمه) يداديكم ويقلّكم جُو للسلطة من طريقها الصحيح.. جوا للسلطة عبر الصندوق بالحوار بالتفاهم ولا تجروا البلاد للصوملة وواجهتوا كلامه بالاستخفاف وقلتوا ماشي مابلّا والّا ارحل صميل.
جالكم من هانا ومن هانا يحاول إقناعكم أنّ البلاد عتخرب وعتتصومل بهذي الطريقة وما رضيتوا تصدقوه، ولا رضيتوا تفهموه رغم انكم شركاؤه في الحكم وكنتم أنتم ويّاه جحرين في لباس وفاهمين طبيعة اليمن كيف هي ومع هذا غرّتكم الحشود في الساحات وصممتوا وبرأسكم ألف سيف وسيف، وما بلا والّا يرحل صميل.
حتى أنا نفسي استخفيت بكلامه وكتبت في وقت من الأوقات مقال حنّان طنّان أسخر فيه بشدة من تحذيرات الصوملة اللي يقول عليها، وقلت له في المقال “ذلحين هي بلاد يا فندم وإلا لغم دعسته ومجرد ما ترفع رجلك شيقرح وشتتصومل البلاد”..
ما كنتش فاهم بصراحة أيش معنى الصوملة اللي يقول عليها ويحذّر منها الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وكنت أسمعه يهدر هاذيك الأيام وأقول لنفسي: يا ضاك اليمن شي والصومال شي ثاني مختلف، ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال نتصومل. لكن بعد 2011 استوعبت المعنى وفهمت مما حدث فيها أيش هي الصوملة، وعرفت أنّ أيّ محاولة للوصول إلى السلطة بالصميل هي فاتحة الطريق لسلسلة من الصمول المبترعة فوق رؤوس الناس.
وواقع الحال اليوم يقول إن الطريقة التي تم خلالها إسقاط النظام بصميل الشرعية الثورية كان مجرد مجنانة صرفة غير محسوبة العواقب شلت صميل الدولة من يد المؤسسة العسكرية والأمنية وسلمته لجماعات متفرقة في الميدان جابت لنا الجنان، وجابت لبلادنا كل هذا الخراب بعد أن كنا قد قطعنا شوط كبير في الطريق القويم السليم إلى الصندوق.
بتقولوا مله هو كان يزوّر نتائج الانتخابات؟
أيوه كان يزوّر وكنتم تزوّروا معه وتغششوه كيف يزوّر، وكانت الأمور تمام بالنسبة لكم؛ ومحد في البلاد كان عايش في بحبوحة مثلكم، وفي انتخابات 2006 الرئاسية ما عد كان بينكم وبين الكرسي كأحزاب معارضة غير شبرين لكن الهواره الله يلعنها أعمت عيونكم وقلتم لا لا ما بلّا والّا يرحل صميل يا صميل.
وهي ذي الصوملة اليوم بفضلكم في أحسن حالاتها، وهو ذا الصميل ممشوع فوق رؤوس الناس يبترع براحته في كامل البلاد من شرقها لغربها، ونُصّ الشعب اليوم نازحين، ونُصّهم قتلى، ونُصّهم جرحى، ونُصّهم مشرّدين، ونُصّهم تعطلت حياتهم، ونُصّهم تخربت بيوتهم، ونُصّهم جننوا، ونُصّهم يشحتوا، والغالبية عايشين على المساعدات والمعونات، والبلاد سارت فطيس.
ولو ما افتهم لكم للآن موهيه الصوملة أقُلّكم موهيه بكل بساطة.
هو ذاك الحوثي اليوم ماسك صميله السلالي بيده يشتي يحكم البلاد صميل يا صميل باسم الشرعية الثورية حقهم، وانتوا مثلهم ماسكين صميلكم الإخواني في أياديكم تشتوا تحكموا البلاد صميل يا صميل باسم الشرعية الثورية حقكم، والانتقالي ساعكم ما خلّا شي ماسك صميله الانفصالي في يده ويشتي يحكم الجنوب صميل يا صميل باسم الشرعية الحراكية حقه.
ومش كذا وبس؟
في الساحل الغربي السلفيين اليوم معاهم صميلهم الخاص، وحُرّاس الجمهورية معاهم صميلهم الخاص، وقوات العمالقة معاها صميلها الخاص، وحضرموت معاها صميلها الخاص، ومأرب معاها صميلها الخاص.. والسعودية في اليمن معاها صميلها الخاص، والإمارات معاها صميلها الخاص، وقطر معاها صميلها الخاص، وإيران معاها صميلها الخاص، وتركيا معاها صميلها الخاص، والبلاد بكلها اليوم واقعة تحت صميل البند الأممي السابع، وهذا صميل ما بعده صميل!
واحنا يا رحمتاه بين كل الصمْول اللي تبترع فوق رؤوسنا، شعب تاعب عايشين الحياة صميل يا صميل، واسألكم بالله ما ذلحين قولوا لي باقي صوملة أزيَد من هذي اللي احنا فيها الآن؟
ياااااو والحنبة!
*كاتب يمني ساخر
تعليقات