هامترامك – “اليمني الأميركي”:
قرر الأميركي، من أصول يمنية، إبراهيم عياش خوض منافسات انتخابات مقعد الدائرة الرابعة في مجلس نواب الولاية، والتي ستكون مرحلتاها في أغسطس/ نوفمبر المقبلين، ويأمل عياش أنْ يفوز بالمقعد ويُلبّي طموحات منتخِبيه في تحقيق توازن استثماري في مناطق الدائرة.. ويستند في هذه المعركة إلى تجربته الممتدة في العمل العام والطوعي، والذي أكسبه معرفة وخبرة ودراية بواقع الدائرة على صعيد العلاقة بالمجتمع والمؤسسات، وقبل ذلك قضايا الناس وِفق رؤيته التي يخوض بها هذه الانتخابات.
ولد إبراهيم عياش في أميركا، والتحق بمدارس هامترامك العامة، ودرس علوم سياسية في جامعة ميشيغن ستيت، وهو ناشط اجتماعي وسياسي ديمقراطي تقدّمي، وخطيب مفوّه.
عندما وقَعت احتجاجات أميركية على نفايات المصانع المؤثرة في البيئة، تزعّم تلك الحملة، ضد المصانع، الراحل “ايزك روبنسون”، وكان إبراهيم أحد المتواجدين بجانبه والمتحدثين هناك.
نال عيّاش فرصة تطبيق ما درسه في مكتب والدة روبنسون، التي كانت، أيضًا، عضو المجلس التشريعي للولاية عن الدائرة الانتخابية الرابعة، والتي فاز بها أيضًا ابنها ايزك… وبسبب جائحة كورونا توفي ايزك قبل أشهر قليلة، وأصبح مقعده في برلمان الولاية فارغًا، ويتنافس فيه، حاليًّا، 14 شخصًا يطمحون للفوز بالمقعد، من بينهم إبراهيم عياش، وذلك في الانتخابات الأولية التي ستكون في الرابع من آب/ أغسطس المقبل، يتلوها المرحلة الثانية والحاسمة في تشرين الثاني/ نوفمبر.
حملة انتخابية محلية
يُشارك عياش في كلّ أحداث وفعاليات المجتمع العربي والإسلامي، وكل أحداث وفعاليات المجتمع في ديترويت ومدينة هامترامك؛ فهو شخصية ديمقراطية، وكان من ضمن فريق المرشح الأميركي الديمقراطي لمنصب الرئيس بيرني ساندرز، حيث تطوّع في الحملة، كما يعمل إبراهيم مديرًا تنفيذيًّا للغرفة التجارية اليمنية بولاية نيويورك، وهو يدعم التأمين للجميع، ويساند تنظيم حمل السلاح، وسبق أنْ أعلن المرشح السابق للرئاسة الأميركية السيناتور الديمقراطي الاشتراكي بيرني ساندرز دعمه له، وذلك عبر حسابه في تويتر الشهر الماضي، كما نال دعم أغلب السياسيين المحليين في الحزب الديمقراطي بمنطقة ديترويت.
*ما الذي يعمل عليه عياش؟
يقول عياش إن الأمر لا يتعلق فقط بالضغط من أجل القضايا التقدّمية، «أعتقدُ أنه عليك الذهاب إلى أبعد من الادّعاء بأنك تقدّمي ومحارِب من أجل قضايا الأزرار الساخنة، هذه أمور مهمة، لكن علينا أنْ نخطو خطوة أخرى، ونبحث عمّا هو أهم من القضايا التي تهمنا الآن، وهو الوقوف مع القضايا المصيرية والأساسية أيضًا، والتأكد من أنّ مواقفنا وصلت إلى نتيجة معيّنة، ومتابعة كلّ المواقف وتحليلها بشكل جيد، كما علينا معرفة كيف نقوم بتوطين بعض هذه القضايا، وكيف نظهر التقدم في بعضها، والتي ستؤثر بشكل مباشر في الناس وتفيدهم»، يتحدث إبراهيم عياش لصحيفة (اليمني الأميركي).
فلسفة عياش في المنصب العام هي أنه لا ينبغي أنْ تكون وظيفةً شغَلها للتو، ولكن استمرارًا للعمل الذي يقوم به بالفعل، وبالنسبة إليه يعود ذلك إلى سيرة طويلة من التنظيم.
نشاط مبكّر
يقول عياش: كانت أول مهمة لي في هامترامك في سِنّ الـ(13)، في حملة دعم ترشّح الرئيس السابق باراك أوباما، «حيث كنتُ ضمن فريق متطوع في حملته الانتخابية بالمدينة»، «حسنًا ربما أودّ القول إنني بدأتُ قبل ذلك، وتحديدًا عندما كنتُ طفلًا، حين شاركت في تنظيم إفطار رمضاني داخل المسجد في المدينة بمساعدة زملائي أيضًا».
حتى عندما التحق بجامعة ميشيغن، وأثناء دراسته الجامعية، يقول عياش «نظّمتُ بعض الفعاليات، وكنت ناشطًا، أيضًا، في مجال مكافحة العنصرية ضد الأميركيين من أصول أفريقية والأقليات الأخرى».
كانت مدينة هامترامك مركزًا انطلق منه عياش، كما يقول؛ فنشاطه وتطوعه بدأ من هناك وحملته الانتخابية وفوزه سيكون من هناك أيضًا، حدّ تعبيره… وعلاقته بالعمل التطوعي هي أساس مهم سيساعده على ذلك، وهو يعتزّ بتلك العلاقة، حدّ قوله.
«لقد عرفتُ أنّ هناك ضعفًا في مجتمعنا في إيصال المعلومات، وأنّ الوسائل ما زالت بعيدة عنّا في كيفية الدفاع عن حقوقنا والحديث عن مطالبنا… ولهذا أدركتُ هذه الإشكالية وبدأتُ العمل فيها لتوجيه الناس للحديث عن الحقوق، وكذا الواجبات التي علينا، وساعدني هذا في نيل ثقة المجتمع المحلي».
*ماذا يريد عياش للفوز؟
في انتخابات نائب الدائرة الرابعة في الولاية يحتاج عياش للأصوات؛ فهو يحتاج الناس للتصويت عبر الانترنت بسبب جائحة كورونا، في حال لم يحصل تغيير يقتضي خروج الناس لمراكز الاقتراع.
كما يحتاج عياش للدعم المادي، ويحقّ لأيّ مرشح جمْع التبرعات من الداعمين، كما يحتاج لمتطوعين في الحملة الانتخابية، حيث ستكون الانتخابات في الرابع من شهر آب/ أغسطس المقبل؛ وهي انتخابات أولية يتم فيها تصفيات أولية يحدَّد منها اثنان فقط، هما مَن يتنافسا على المقعد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
في هذه الدائرة، وهي من أكبر الدوائر الانتخابية تنوّعًا في الولاية، يحتاج السياسيون لتعامل خاص لا يكفي معه مجتمع المرشح، ما يعني أنه سيكون بحاجة لحملة متنوعة لتكوين موقف قوي خلال الانتخابات.
تشمل الدائرة الرابعة هامترامك والكثير من الأحياء المجاورة لها في ديترويت، حتى أحياء وودبريدج ووسط مدينة ديترويت، وتمتد الحدود إلى كونور وجراتيوت أيضًا.. لقد تغيّرت ديناميكية التركيبة السكانية للمنطقة بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، مما يجعل مهمة فهم الدائرة الانتخابية أكثرُ صعوبة.
يقول عياش: «هناك مناطق ما زالت محرومة من الاستثمار رغم وجود استثمارات كبيرة في ديترويت، حيث تشعر بالتفاوتات عندما نتحدث عن ديترويت الجديدة مقابل ديترويت القديمة، وهناك الكثير من الاستثمار في مساحات معيّنة من هذه المنطقة، والكثير من الإهمال في مساحات أخرى من هذه المنطقة أيضًا»، «تحتاج مناطق الدائرة الرابعة لانتباه ودعم استثماري، وهذا سيكون أحد مطالبي في المجلس في حالة الفوز بالمقعد».
تعليقات