Accessibility links

أثر الغُربة في الأغنية الشعبية لدى المرأة اليمنية


إعلان
إعلان

زيد الفقيه*

أثرت حركة هجرة  المواطن اليمني  للبحث عن الرزق في أصقاع العالم على المؤدى الغنائي الشعبي للمرأة اليمنية خاصة في الريف، زوجةً وأختاً وابنة، فالمرأة اليمنية في الريف تتحمل أعباء تلك الغربة، إذ يثقل حِمل المسؤولية عليها في تدبير شؤون الحياة من فلاحة الأرض، وتربية الأولاد، والعناية بالمواشي، وغير ذلك من الاشتغال اليوميي لتصريف الحياة بتفاصيلها، مما يعكس ذلك في أغانيها اليومية التي تعبر فيها عن ثِقَلِ المسؤولية، ناهيك عن حرمانها زوجةً من زوجها، وأثناء سنوات اغترابه عنها وهجره لها. وقد فاضت مشاعرها بأغانٍ خاصة، وموجهة للرجل المُغترب، فتعددت أجناس الأغنية الشعبية لديها منها أغنية المهاجل العلانية، وأغنيتها عند طحن الحبوب في (المطحن) وأغنيتها عند جلب الماء، بالإضافة إلى الأغنية العاطفية التي تعبر بها عن اشتياقها لزوجها، فمن أغاني الحنين إلى الزوج في مهاجلها تقول:

– خل خليتني مثل الجمل في شدوده * لا هني مرقده ولا لقي من يقوده

هذا البيت يشي بالشوق إلى الحبيب الذي ترك زوجته لسنوات طوال فحسبت زوجة مع وقف التنفيذ، وتعبر عن الحب والاشتياق لزوجها مؤكدة أن الحب سمة إنسانية فتقول:

– والنبي والقسم ما احد من الحب يسلم * لو قرأ لو كتب لو كان سبعين (مُعمم)

وهذا يعني أن الحب لا يستثني أحداً مهما بلغ من الرتب العلمية والقضائية، وتردف بالقول شاكية ظلمها:

– يا قضاة البلد منه بظلمي تقلد  * لا صلَح له ولد ولا شفع له محمد

ويصل حد هذا الولع والشوق للحبيب منتهاه فتوجه له إنذاراً بالعودة ما لم فستبحث عن حبيب آخر تقول:

– يا بريد اليمن سنب لذا الخط شلِّه * قل لفيصل سعود يبند الشغل كله

– بلغ الغائبين كلٌ يروح لخلَّه  * إن يجي لا رجب ولا فغيره يشله

ومن أغاني الفراق والشوق للحبيب الغائب أغاني الأعمال الأخرى غير العلف(الشرف) وهي تؤدى عند طحن الحبوب أو على منابع المياه أو عند إطعام البقر أُكلها ومنها:

– ساجي العيون إرحم لحالي أرحم  * أنت المقلد بي وأنت تإثم

– ساجي العيون لا براك مني الدَّهر * وجيتك فرحة وسيرك قهر

– كتبت لك مكتوب قدوه من الضيق * الخط من دمعي وأغريه بالريق

– كتبت لك مكتوب بخط فاهم * أشتي وصولك لعن أبو الدراهم

وهناك الكثير من هذه الأغاني الشعبية للمرأة اليمنية، لكن نكتفي بهذا القدر هنا في هذه المساحة المحدودة.


*قاص وباحث في التراث اليمني.     

   
 
إعلان

تعليقات