بدأ محمد حسان ملهي المعروف بأبو سنان حياته العملية في الولايات المتحدة الأميركية منظفاً للصحون في أحد المطاعم العربية بمدينة ديربورن، وهي واحدة من المهن اليدوية التي يلجأ إليها العديد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية على الأقل في بادئ الأمر حيث يصلون بلا تعليم ولا يتكلمون اللغة الإنجليزية، لكن ما يميز قصة أبو سنان إنه طور من مهاراته العملية الأولى ليصبح واحداً من أشهر الطباخين العرب في ميتشغان ومالكاً وشريكاً لسلسة مطاعم بالولاية.
اليمني الأميركي: ديترويت – خاص
يقول أبو سنان الذي هاجر إلى أميركا في العام 1989 إنه بدأ العمل فور وصوله منظفاً للصحون في مطعم لشيش الذي كان يحظى آنذاك بشهرة واسعة في الولاية. ومن خلال احتكاكه بالطباخين أخذ أبو سنان يتعلم تدريجيا الطباخة من خلال مساعدته للطباخين في تجهيز أي طلبات طارئة لا يستطيعون تلبيتها في الأثناء.
استمر أبو سنان في هذا العمل ثلاث سنوات، قبل أن يصبح طباخاً معتمداً، لكن هناك قصة طريفة رواها أبو سنان لـ”اليمني الأميركي” عن بداياته في تعلم الطباخة وكانت بالنسبة له نقطة انطلاقة. مضيفاً بأنه في إحدى الليالي دخل زبونان المطعم وطلبوا “تميتو كبه” بينما كان الطباخين مشغولين جداً لا يستطيعون تلبية هذا الطلب في الحين، فتساءلوا من يمكنه تجهيز هذه الأكلة، فبادر بذلك وكانت أول طبخة يقوم بها في المطعم وأثناء القيام بهذه المهمة كان يخشى رد فعل غير جيد من الزبائن لكن المفاجأة كانت حينما جاءت النادلة تسأل من جهز ذلك الطبق وحينها تهرب الجميع من تحمل المسؤولية معتقدين رد فعل سيء من الزبائن، إلا أن العكس ما وقع فقد أبدى الزبائن اعجاباً شديداً بالطبخة وأعطوا النادلة 10 دولارات بقشيش نظير الطبق اللذيذ الذي قدم لهم.
أما عن البداية العملية لأبو سنان كرجل أعمال يملك ويدير سلسلة مطاعم في ميشتيغن، فشير الرجل إلى أنه افتتح ذلك بالشراكة مع أبو فهد عبيد من خلال مطعم رويال كباب الواقع بمدينة تايلور، والذي حقق نجاحاً ملموساً، جعله يفكر في التوسع وبالفعل افتتح مطعماً ثانياً في مدينة هامترامك وهو مطعم ملك الكباب.
مؤخراً دخل أبو سنان شريكاً في مطعم لابالما مع الدكتور محمد سهوبـه، ويقع المطعم في قلب مدينة ديترويت. إلى ذلك يجري العمل على قدم وساق في مطعم جديد ينوي أبو سنان فتحه في مدينة ديربورن ومن المتوقع أن يمزج بين تقديم الأكلات العربية واليمنية ليكون بذلك أول مطعم فريد من نوعه يقدم هذه الأكلات تحت سقف واحد بالمدينة.
ويبدو أن النجاح الذي حققه أبو سنان لم يأت من فراغ، فالرجل يعامل الآخرين باحترام ويقدس العمل كما يحترم من يعملون معه ويقدر جهدهم، كما لا يتوانى في مساعدة الآخرين خصوصاً أولئك الذين يصلون كمهاجرين جدد ولا يجدون فرصة عمل بسهولة. وفي هذا السياق يقول عبده الأشول أنه لن ينسى المعروف لأبو سنان بسبب مساعدته له في توفير عمل مؤقت بدون معرفة مسبقة بالرجل.
أما مجيب، طالب جامعي، وأحد عمال مطعم لابالما فيؤكد بدوره على أن أبو سنان شخص من نوعية خاصة ويحترم الجميـع وناجح في أداء جميع الواجبات المتعلقة بعمله كما أنه يعامل الجميع كأصدقاء وبذلك يقابل باحترام غير عادي من قبل العمال أيضاً.
وفي نهاية حديث أبو سنان لـ”اليمني الأميركي” قدم شكره لكل من ساعده ووقف معه وخصوصا العمال وشركاؤه في المطاعم، مؤكداً أنه والشركاء يتعاملون كعائلة واحدة الأمر الذي يعد واحدا من أسرار النجاح الذي يحققوه معاً.
تعليقات