تُمثل “آمال حيموت” أنموذجًا للنساء الناجحات في المجتمع، حيث تُقدم، من خلال عملها مديرة عيادة صحة المجتمع في مقاطعة “واين”، مثالاً للمرأة المتميزة، وهو ما يمكن قراءته من خلال ما تقدمه من أسلوب في علاقتها بعملها وبالمجتمع.
ولدت (آمال) ونشأت في “ميشيغان”، وتتحدث بجانب الإنكليزية اللغتين: (العربية والاسبانية)، ووجدت في “هامترامك” أفضل مكان لعملها؛ فتنوع المجتمع – هنا – شجعها للعمل في مقاطعة “واين”، هذا المكان الذي تمتزج فيه عديد من الثقافات، وتلتقي فيه – كما تقول – أصناف من المرضى كل يوم.. هنا حوار “اليمني الأميركي” معها:
هامترامك – «اليمني الأميركي» ستيفن كوتس ورشيد النزيلي:
* ماذا عن عملك قبل انتقالك إلى هنا؟
– أنا كنتُ زميلة في الريادة الصحية، وعملتُ في مركز البيئة بـ”آن آربر”. اشتغلت، هناك، في تحصيل فواتير الطاقة في “لانسنغ”، وتعلمت عن الصحة البيئية في المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية، والتعرض لمادة الرصاص.
*إذن، لقد اخترتِ العمل في” هامترامك”.. هل فكرتِ، حين قررتِ ذلك، في مكانتك وكيف سيتصورها الناس؟
– بعض الناس ينظرون إلى “هامترامك” باعتبارها منطقة متدنية اقتصاديًّا، ويظنون أن ليس فيها الكثير من المهنية المتخصصة، غير أن العكس تمامًا هو الصحيح.. ففيها الكثير مما يمكنك فعله لتغيير البيئة.. حين كنت أدرس لنيل الماجستير كان لديّ – على الدوام – اهتمام خاص بالقطاعات الاجتماعية التي لا تتلقى الرعاية الصحية اللازمة، وكنت دائمًا أحدّث نفسي قائلة: “إن لم أتقدم أنا إلى الميدان، وأساعد أولئك الذين هم بحاجة حقًّا إلى المساعدة، فمَن، يا ترى، سيتقدم لمساعدتهم؟.. إن الناس ما يزالون هم الناس مهما كانوا متدنيين اقتصاديًّا، فالدخل المتدني لا يعني أنهم يختلفون عني بأي حال، أو عن الشخص الذي يعيش في “بلومفيلد”، أو في “سان فرانسيسكو”.. نحن ما نزال بشرًا.. هل هم لا يستحقون الرعاية الصحية اللازمة التي أستحقها أنا أو يستحقها رئيس الولايات المتحدة ما داموا لا يكسبوا سوى القليل؟.. إنهم على قلة دخلهم لا يزالون مستحقين للرعاية الصحية ذاتها.
*وهل تتواصلين باستمرار مع عملائك؟
-نعم.. إنني أتنقل هنا وهناك، وأتحدث مع الناس.. وأحيانًا أجدني أعمل مترجمة؛ لأنني أتحدث العربية.. أنا أُترجم للمريضات اليمنيات، وهن يشكرنني كثيرًا.. وهذا هو السبب الذي يجعلني أحب العمل مع الناس في “هامترامك”، فهم يشعرون بالامتنان البالغ، مع أنهم لا يمتلكون سوى القليل.
بيت طبي
* حين تقابلين النساء، وبالذات اليمنيّات القادمات حديثًا إلى هذا البلد.. ما الذي تقولينه لهن؟
– أنا امرأة ولي مرجعيتي العرقية، فوالداي هاجرا إلى هذه البلاد في العام 1980، لذا أعرف الصعوبات التي تواجهها المريضات.. إنني أرحب بهن هنا، على الرغم من محدودية ما يملكن، وأيّ كانت اللغة التي يتحدثنها، فإننا نرحب بكل إنسان (امرأة كانت أم رجلاً، عجوزًا أم طفلاً، مهاجرًا أم مواطنًا أميركيًّا.. إننا نستقبل كل إنسان، ونرحب به في بيتنا، ونعتبر أنفسنا بيتًا طبيًّا، وليس مجرد عيادة.
* تخصصك في مجالكِ هذا.. هل كان اختيارًا شخصيًّا، أم أن الأسرة دفعت بكِ إليه؟
– بل كان اختيارًا شخصيًّا بحتًا.. والدانا يحفزاننا على أن نكون الأفضل في أي تخصص مهني نريده.
اللغة العربية
*كيف تحافظين على لغتك العربية حيّة متطورة؟
– داومتُ على الذهاب إلى مدرسة عربية كل سبت حتى صرتُ في السنة الدراسية الثامنة؛ كي أحافظ على لغتي وثقافتي وهويتي، ولكي أتعلم المزيد عن ديانتي.. وأبي وأمي يتحدثان معنا – دائمًا – بالعربية.
الحجاب
*كمهنية.. كيف تنظرين إلى الحجاب حاليًّا؟
– أنا أقيم في “تروي”، وهناك لا يوجد الكثير من المسلمين.. ما أقوله لنفسي هو: “أنا مواطنة أميركية، ولدتُ ونشأتُ هنا.. أنا إنسانة وأنتم ستعاملونني باحترام”.. ولو أن أحدًا تعامل معي بطريقة عنصرية فأنا لا أقبل ذلك، بل سأكون صارمة واثقة من نفسي، وسأرد بما ينبغي.. إنني أقول للنساء إنه ليس من السهل أن تشتغلن في بيئة أخرى وأنتن مرتديات الحجاب، لكن ذلك لا يعني أنه غير ممكن.. فلتكنّ فخورات بأنفسكن، وبما أنتن عليه.. ولتسِرْن ورؤوسكن مرفوعة، ولتقُلْن للناس: “نحن مسلمات أميركيات، ويمكننا أن نتعايش معًا، ونعمل معًا..”.
* ما نصيحتك لفتيات “هامترامك”؟
– إن كنتن شغوفات بشيء ما، فواصلن جهودكم حتى تحققنه مهما كانت الصعوبات، وحتى لو كان آباؤكن وأمهاتكن أو جيرانكن وأصدقاؤكن لا يرون جدوى فيما اخترتن، فلا تخترْن الإجابة السلبية.. برهنَّ لأنفسكن أولاً وأخيرًا، وعندئذ سيتحقق النجاح.. فتاة “هامترامك” بحاجة إلى الثقة بنفسها كفتاة، وبمن هي كامرأة.. كفتاة، عليها أن تدرك مَن هي؛ لتنطلق مبحرة في الحياة.. كما أنها – أيضًا – بحاجة لدعم عائلتها.
تحديات
*ما التحديات التي تواجهكِ؟
– مع إدارتنا الجديدة في (واشنطن دي سي)، أعتقد أن هذا أعظم تحدٍّ.. نحن عيادة طبية ممولة من الهبات، وهناك احتمال أن بعضًا من الهبات الممنوحة لنا يمكن أنْ تنقطع إنِ استمر سير الأمور على ما هو عليه الآن، ولذا فأنا أحث المجتمع على دعمنا كعيادة طبية من خلال مطالبتهم المشرّعين والمسؤولين في (دي سي) ليشعروهم بأهمية عيادتنا للناس هنا.
* آخر رسالة توجهينها لعملائك؟
– إننا نهتم بكم، نهتم بكل مرضانا.. ونحن لا نريد مطلقًا أن يكون المقابل المادي لِما نفعله لكم حاجزًا أمام رعايتكم الصحية التي تحتاجون إليها وتستحقونها.. كل واحد منكم يستحق أفضل رعاية صحية ممكنة، ونحن نود العمل معًا لتحقيق ذلك.
تعليقات