Accessibility links

الروائية نادية الكوكباني: الوضع الراهن جعلنا نُفكّر بطريقة جديدة وهي طريقة الخلاص


إعلان
إعلان

الروائية نادية الكوكباني:
الوضع الراهن جعلنا نُفكّر بطريقة جديدة وهي طريقة الخلاص

صنعاء – ” اليمني الأميركي” – حوار ريِّـا أحـمـد:
نادية الكوكباني روائية وقاصة وأكاديمية يمنية، حصلت على شهادة الدكتوراه في الهندسة المعمارية من جامعة القاهرة. .أصدرت خمس مجاميع قصصية: (زفرة ياسمين، دحرجات، تقشر غيم، نصف أنف شفة واحدة، عادة ليست سرية)، وأربع روايات: (حب ليس إلا، عقيلات، صنعائي، سوق علي محسن).. فازت بجائزة القصة القصيرة في اليمن والكويت، وتُرجمت لها نصوص قصصية إلى الانجليزية والفرنسية والايطالية والألمانية.. هنا حوار معها:
— من خلال رواية “سوق علي محسن”.. برأيك هل يجب أن يكون الكاتب محايدًا أو منحازًا عند كتابة عمله الأدبي..؟
– أنا كنتُ منحازة للتغيير فحسب، التغيير نفسه بأي أداة كانت ومَن استخدمها، ولكن المهم أن تكون ناجحة.. أشعر بنفسي كنتُ محايدة أثناء الكتابة إلى حد ما.
— استحضرتِ شخصية (صُبحية)، بطلة رواية “صنعائي”، ربما يوحي بأننا أمام ثلاثية روائية قادمة، لكن إذا كانت هذه الشخصية هي الرابط في الثلاثية.. لماذا نجدها ليست بطلة رواية “سوق علي محسن”؟
– ربما لأني مركزة أن يكون البطل الرئيس هو الحدث التاريخي بشكل كبير.. مثلاً في “صنعائي” حاولت أن أكتب مجريات ذلك التاريخ وانعكاساته على اليمن بشكل عام.. في “سوق علي محسن” “صبحية” موجودة، وعانت في فترة حرب معينة، التي كانت حصار السبعين، ومن نتيجة هذا المنفى الاختياري الذي اختاره والدها.. كان من اللازم أن تستغل فرصة تغيير مثل هذا، وتبدأ بتنفيذ أفكارها في الوطن الذي تريده..إلخ، على أساس أن القارئ يستطيع أن يقرأ الرواية بشكل منفصل، بعيدًا عن الثلاثية.. ومن الممكن لو قرأت صبحية كما قرأتيها أنتِ تجدينها استكمالًا لمسيرتها، ولكن لم يكن من الممكن أن أحمّلها أكثر مما ينبغي في هذه الجزئية.
— إذا اعتبرناكِ أول روائية يمنية تقدم ثلاثية.. فما الذي ستقدمينه في هذه التجربة؟
– كل الثلاثيات قدّمت خدمة جليلة للمدن، أنا تشغلني – فعلاً – مدينتي التي لم يستطع أحد إلى اليوم تحديد عمر مدينة صنعاء.. شعرت بضرورة أن أكتب ما أعرفه.. أنا لا أعرف القديم، ولكني أعرف الجديد وأعيشه أيضًا.. أريد أن أقدّم جزئية التاريخ للأجيال القادمة.
— أيهما الأقرب إليكِ.. القصة أم الرواية؟
– كلاهما؛ لا تتخيلي – يا ريـِّـا – كمية الأفكار التي تجتاحني هذه الفترة.. الفاصل – الآن- بين الرواية والجزء الثالث مجموعة قصصية عنوانها “الأصفر ليس سبونج بوب”.
— الأوضاع الراهنة في اليمن أنتجت جيلاً جديدًا بزغ نجمه، ليس محليًّا فحسب، وإنما عربيًّا وعالميًّا.. من خلال فوز مبدعين بجوائز عالمية والنشر عبر دور عربية.. كيف تفسرين ذلك؟
– ربما اختلف معك في هذا الرأي.. ليس الوضع الراهن مَن أنتج هذا الجيل؛ فهذه الطفرة إنما هي تراكمات، ولكن الوضع الحالي جعلنا نفكر بطريقة أخرى.. طريقة الخلاص؛ لأن ما نعيشه صعبًا.. كتبت ثلاث أو أربع قصص قصيرة في خضم الحرب، أكتب وأنا أعدّ الصواريخ التي تتساقط على جامعة الإيمان، أراقب الناس وهم يخرجون للبحث عن النجاة.. إذا استسلمنا للحرب والأوضاع الراهنة، فهذا يعني أننا نُعلن حربًا أخرى داخل أنفسنا..
— النقد في اليمن غائب أم مغيّب.. رغم وجود طفرة إبداعية؟
– النقد غائب في اليمن… لا يوجد في اليمن من يأخذ مسألة النقد بجدية… بعض النقاد تربطهم العلاقات بأشخاص وليس بالنص، وهذه مشكلة كبيرة… لكن بالمقابل هناك شخصان أثرا – بشكل كبير – في الحركة الأدبية في اليمن، ولا سيما في مدينة ذمار، وهما الناقدان العراقيان الدكتور صبري مسلم، والدكتورة وجدان الصائغ، وما تزال مدينة ذمار، حتى اليوم، تتلقف الإصدارات من كل اليمن، وتقيم المهرجانات.. بينما في جامعة صنعاء لا يوجد أي نشاط؛ لأنه لا توجد مسؤولية.. عندما يأتي من النقاد الأكاديميين لدينا ليقولوا أنْ لا حركة نقدية في اليمن.. هنا نسألهم: ماذا قدموا همّ للحركة النقدية التي يقولون: إنها غائبة؟، وبالمقابل نجد الدكتورة آمنة يوسف تعمل على عددٍ من المجاميع القصصية فقط؛ لأنها قرأتها وأعجبتها، ولا تربطها أية علاقة مع القاصين لتخرج لنا بكتاب مهم “سيميائيات النص القصصي”.. المسألة هي أننا يجب أن نكون نماذج رشيدة في مجتمعاتنا.

   
 
إعلان

تعليقات