Accessibility links

في إطار سعي مدارس “هامترامك” العامة لتطوير برامجها احتفال الترحيب بعائلات هامترامك: مدارسنا وجالياتنا ومستقبلنا


إعلان
عندما تسأل أي شخص بالغ ناجح عن سر نجاحه، فإن الإجابة التي ستسمعها – في الغالب – قد تتكون من عبارات محورها مثلا: “والدتي….”، أو “كان لدى والدي ثقة كبيرة بي”، أو “حظيت بدعم أسرتي”، ولكن لكي تكون ناجحًا في مدرستك وجاليتك ومجتمعك، فإن لديك فرصة أفضل إذا كنت تنتمي إلى أسرة كل من فيها مهتم بالأمر ذاته، فالأسرة تُعد أحد المفاتيح الرئيسة التي حددتها مدارس هامترامك العامة؛ سعيًا منها في توسيع جهودها للوصول إلى الأسر وزيادة تواصل الأسر بها.

 

هامترامك – “اليمني الأميركي” – ستيفن كوتس

 

رؤية

وتُعتبر فعالية “احتفال الترحيب بعائلات هامترامك” التي انعقدت في 12 مايو 2017 هي الأولى من نوعها، وهي بمثابة مجهود قائم على التنسيق، وبدعم من مدارس هامترامك العامة.. فالمسؤولون في النظام المدرسي يعون بأنهم لا يمكنهم بمفردهم ضمان نجاح المجتمع، فالتعليم بكافة جوانبه أمر أساس لأي مجتمع ناجح، وكما يقول المثل الشائع: (نحتاج إلى قرية لتربية طفل واحد)، وهذا معناه أن الطفل ستكون لديه أفضل القدرات ليصبح فردًا ناجحًا عند سن البلوغ إذا ما قام المجتمع برمّته بلعب دور فاعل بالمساهمة في تربية هذا الطفل.

ووفقا لتصريح السيد توماس نكزاي (المشرف العام): “هدفنا الحقيقي هنا ليس – فقط – تعريف المجتمع بمدارس هامترامك العامة، بل لنعرض خدماتنا على المجتمع.. نسعى لِأنْ نصبح جزءًا من المجتمع، ونحن هنا لخدمة المجتمع، ونشعر في قرار أنفسنا بأن هذا هو الدور الذي ينبغي علينا القيام به.. لقد مارسنا مهمتنا في هذا المجتمع لمدة تناهز 135 عامًا، وسنسعى لتأدية نفس المهمة لمدة 135 عامًا قادمة».

وانعقدت هذه الفعالية في مبنى مركز المجتمع في ثانوية هامترامك، وبحضور عدد من المنظمات مثل مستشفى بومونت، ومركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية (أكسس)، ووكالة واين ميتروبوليتان للعمل المجتمعي والمركز الصحي في مدرسة هامترامك (التابع لمستشفى ميتشغان للأطفال)، ومدرسة هولبروك الابتدائية وجمعية القيادة اليمنية الأميركية، والعديد من المعلمين والقيادات الطلابية – جميعهم – يقفون جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا.

الجدير بالملاحظة هو الاستمرار في وجود تدفق كبير لأفراد جدد من المهاجرين والمقيمين إلى مدينة هامترامك من مختلف الثقافات والخلفيات اللغوية مما يولّد أهمية قصوى لفتح قنوات اتصال بين المدارس وأولياء أمور الطلاب، وقد تطرأ بعض المشكلات – أحيانًا – بسبب عدم توفر الخدمات، ولكن في كثير من الأحيان يتمحور الأمر ببساطة حول عدم معرفة أولياء الأمور بما يتوجب عليهم فعله أو الوجهة التي ينبغي عليهم اللجوء إليها.. وفي هذا الصدد تصبح الفعاليات الشبيهة بهذه الفعالية مكانًا قيّمًا لاطلاع أولياء الأمور حول الموارد المتاحة لهم.

خدمات

ولقد تبدّى هذا الأمر جليًّا في الفعالية، إذ أبدت المنظمات في المجتمع استعدادها وسعادتها لتقديم العون.. ووفقًا للإفادة التي أدلى بها إيريك داين (من مؤسسة أمبريلا تري للخدمات المجتمعية، والتي تُقدّم خدمات مجانية للمجتمع تتمثل بدورات دراسية في لغة الاشارة بالإنجليزية): “تتركز أهمية هذه الفعالية بالنسبة لنا في إتاحة الفرصة لنا للتواجد هنا لخدمة المجتمع ومساعدة الأشخاص الذين انتقلوا مؤخرًا للعيش في بلادنا أو ممن عاشوا في بلادنا لفترة من الزمن ولم يتمكنوا من تعلّم اللغة”.. الجدير بالذكر أن هذه الدورة التدريبية الشاملة في تعليم لغة الاشارة بالإنجليزية للعائلات تساعد أولياء أمور الطلاب في التواصل بشكل أكثر فعالية مع المدرّسين.. كما أن بعض المنظمات الأخرى التي تواجدت في الفعالية قامت بتقديم فحوص طبية/ صحية، وبرامج محو الأمية للعائلات، واستشارات أسرية، وموارد تعليمية لفترة ما قبل المدرسة، ومعلومات عن الغذاء الصحي والسلامة، ومعلومات عن التشغيل والعمالة، ومنافسات أدبية.. ومن خلال الكتيبات والبروشورات وأوراق الإعلانات الموزعة توفرت للحاضرين معلومات مختصرة وواضحة، في حين كانت هناك طاولات ترحب بالوجوه المبتسمة من أفراد المجتمع وتقدم لهم الوجبات الخفيفة والمشروبات المنعشة والمحادثة الشيّقة مع أحد المتطوعين لتقديم المساعدة..

ومن بين المصادر التي أثارت اهتمامي فريق علم الروبوتات في ثانوية هامترامك، فلقد بدا الأمر كأسلوب مثير في تشجيع الشباب المراهقين على التعلم وخلق أفكار جديدة في بيئة آمنة، إذ توجّب عليّ الالتفات إلى موضع قدمي عند السير في تلك المنطقة؛ خشيةً أن تطأ قدمي أحد الروبوتات الكثيرة التي كانت تتجول خلسة هنا وهناك في أرضية القاعة.. وكان هناك عدد من الطلاب الآخرين منشغلين تمامًا بلوحات الإعلانات التي بدت منمّقة جدًّا سعيًا منهم للتباهي بمدرستهم ومشروعهم الخاص، وحتى طلاب الإعلام في المدرسة الثانوية كانوا منشغلين جدًّا في عمل التقارير الإخبارية حول الفعالية سعيًا منهم لتوصيل الرسالة للمجتمع بأفضل طريقة ممكنة.. من الواضح أن منظمي الفعالية قد اهتموا بكل تفصيل من تفاصيل الاحتفال، حتى أنهم قدموا كذلك خدمات الرسم على الوجه والنقش بالحنّا.

جاليات وشراكات

وفي حين انصب اهتمام منظمي الفعالية على التطلع للمستقبل، فقد كانوا أيضًا مدركين لأهمية الإشارة إلى التاريخ المحلي لمدينة هامترامك، وذلك إما بتقديم معلومات كثيرة وقيّمة جدًّا من خلال عرض يحوي مجموعة متنوعة من اللوحات تحت العديد من العناوين من بينها (الجالية الأسيوية الأميركية)، و(الجالية العربية الأميركية) و(انتفاضة 1967)، والعروض الأخرى التي سلطت الضوء على المساهمات القيّمة المقدمة من الجاليات الأفريقية الأميركية (الملوّنين) والسكان الأصليين.

ومن خلال هذه الجهود التي تبذلها مدارس هامترامك العامة لتشجيع بناء شراكات مع الأسر والأفراد والمنظمات في المجتمع، فمن الواضح، وبما لا يدع مجالاً للشك، بأن الحاضرين في الفعالية البالغ عددهم المائة ونيّف، ستتولّد لديهم علاقات إيجابية مع مقاطعة هامترامك.. والحق يقال بأن الفعالية كانت برمتها ثمرة جهود مشتركة، التقى فيها الجميع وتعلموا وصقلوا معارفهم وتنافسوا مع بعضهم البعض في المساهمة الفاعلة في هذه “القرية” التي تُربي أطفالاً ناجحين..!!

   
 
إعلان

تعليقات