Accessibility links

ماذا تبقى من الصحافة الناطقة بالإنجليزية في اليمن؟


إعلان

صنعاء – “اليمني الأميركي” –  حسن الحيفي

صدرت أوائل الصُحف اليمنية الوطنية بالّلغة الإنجليزية في الستينيات بمدينة عدن، وهي صحيفة “عدن كرونيكل” (مؤسسها محمد علي لقمان)، وصحيفة “ذا ريكوردر”، (مؤسسها محمد باشاراحيل)، لكن هاتين الصحيفتين – وكذلك شقيقتيهما الصحيفتين الناطقتين باللغة العربية، صحيفة “فتاة الجزيرة”، وصحيفة “الأيام” – توقفتا عن الصدور في العام 1967، عندما تولت الجبهة الوطنية لتحرير جنوب اليمن مقاليد السلطة في اليمن الجنوبي آنذاك – والذي عُرف، فيما بعد، باسم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”.. غير أن صحيفة “الأيام” استأنفت صدورها بعد إعادة توحيد شطري اليمن عام 1990، وذلك خلال فترة الطفرة الصحفية التي شهدتها البلاد عقب الإعلان عن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، وتمتعت فيها جميع وسائل الإعلام بمناخ ديمقراطي غير مسبوق لنشر وإذاعة أيّة مادة إعلامية، في ظل وجود الحد الأدنى من الرقابة.

وفي العام 1991 أسس الدكتور عبدالعزيز السقاف أول صحيفة إنجليزية في عهد الجمهورية اليمنية، وهي صحيفة “يمن تايمز”، والتي من خلالها ذاع صيت الدكتور السقاف عالميًّا، ونظرًا لمواقفه الهجومية ضد انتهاكات حقوق الإنسان ومكافحة الفساد حاز على جائزة نادي الصحافة الوطنية لحرية الصحافة في العام 1995، وهو ربما أول صحفي عربي يحصل على هذه الجائزة.. وكان المرحوم د. عبدالعزيز السقاف أحد كبار رجالات الاقتصاد، وناشطًا في مجال حقوق الإنسان، ومؤسسًا وناشرًا، ورئيس تحرير الصحيفة حتى وفاته في حادث سير عام 1999.. في بيان رسالة الصحيفة أشار الدكتور السقاف بقوله: “إننا نستخدم صحيفة “يمن تايمز” لجعل اليمن مواطنًا جيدًا في هذا العالم..”

وكانت الصحيفة تصدر مرتين في الأسبوع، وبعد وفاة الدكتور السقاف أصبحت صحيفة “يمن تايمز” شركة صحفية يملكها ورثته (وليد، ونادية، وهيفا وريدان – أبناء وبنات عبدالعزيز السقاف)، وظلت تحت إدارة وليد السقاف حتى فبراير 2004 كرئيس تحرير وناشر، وفي ذلك العام تمت إعادة هيكلة الصحيفة، وانتقلت رئاسة مجلس إدارة الصحيفة إلى نادية السقاف، والتي بدورها ظلت تتبوأ ذلك المنصب حتى العام 2015 عندما تفاقم الصراع السياسي في اليمن، وتحول إلى حرب واسعة النطاق..

الجدير بالذكر أن نادية السقاف لديها – أيضًا – محطة إذاعية خاصة بها.. وقد ظلت صحيفة “يمن تايمز” مستقلة تمامًا وممولة ذاتيًّا من خلال إيرادات الإعلانات.

وفي العام 1996 أسس فارس السنباني صحيفة “يمن أوبزرفر”، وهي صحيفة إنجليزية من المحتمل ارتباطها بحزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي لا يزال يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، فقد عمل فارس السنباني كمستشار صحفي سابق للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وشكلت صحيفة “يمن أوبزرفر” – جنبًا إلى جنب مع صحيفة “يمن توداي”، وهي صحيفة تابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام – امبراطورية إعلامية في اليمن.. ولم يكن لدى صحيفة “يمن أوبزرفر” موقعًا على شبكة الإنترنت، لكنها كانت تصدر كصحيفة مطبوعة ثلاث مرات في الأسبوع.

وأُلقي القبض على رئيس تحرير “يمن أوبزرفر” – سابقًا – محمد الأسدي في 11 فبراير 2006 بتهمة الإساءة إلى الإسلام، وأُطلق سراحه بكفالة في 22 فبراير 2006.. وفي جلسات المحاكمة – التي بدأت في 23 فبراير 2006 – طلب محامو الادعاء من القاضي الحكم على الأسدي بالإعدام، وإغلاق الصحيفة، ومصادرة جميع أصولها، لكن الأسدي نفى جميع التُّهم الموجهة إليه، وأفاد فريق الدفاع الخاص به أن الصور المصغرة المنشورة في الصحيفة تم نشرها في إطار صور لمقالات أدانت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم، ومن خلال تقرير يوضح ردود الفعل من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.. وبعد المحاكمة ترك الأسدي منصبه في صحيفة “يمن أوبزرفر”..

وفي 2 نوفمبر 2007 قام حكيم المسمري، (وهو صحفي مخضرم، عمل لدى صحيفة “يمن تايمز “)، بتأسيس صحيفة “يمن بوست”، وإصدارها كصحيفة أخرى يمنية باللغة الإنجليزية.. والمسمري كان يقدم – أيضًا – خدمات صحفية لأجهزة صحافة دولية مثل “سي إن إن”، و”ول ستريت جورنال”.. غير أن صحيفة “يمن بوست” بنسختيها المطبوعة والإلكترونية توقفت عن الصدور منذ مايو 2015، بعد شهرين من التصعيد في حالة النزاع في اليمن وتحولها إلى حرب شاملة، مما أدى إلى توقف نشاطها بذلك الشكل الذي استمر منذ إنشائها في العام 2007.

لقد كانت صحيفة “يمن بوست” أول صحيفة في اليمن تقدم خدمات إخبارية على شبكة الإنترنت على مدار الساعة، ولديها صحفيين منتشرين في جميع أنحاء البلاد.. وكان يتم توزيع أغلب أعداد النسخة المطبوعة من صحيفة “يمن بوست” في اليمن، وكانت توزع – أيضًا – على أكثر من 2000 مشترك من المؤسسات الحكومية والسفارات والمنظمات والشركات في جميع أنحاء اليمن، هذا بالإضافة إلى الأعداد التي كانت تُرسل إلى الخارج للتوزيع في البلدان المجاورة، وكذلك في أوساط بعض الجاليات في أوروبا والولايات المتحدة.. وفي 16 فبراير 2009 تم تغيير شكل الصحيفة إلى شكل تابلويد متطور وملون بالكامل، إنما منذ مايو 2016 توقفت الصحيفة عن نشر الأخبار عبر موقعها، (http://www.yemenpost.net) ولكنها تقوم حالياً بإدخال التحديثات الاخبارية عن طريق حساب صحيفة “يمن بوست” على تويتر، (twitter.com/yemenpostnews) ، وعلى الفيسبوك (Facebook.com/Yemenpostnewspaper).

 

وفي الوقت الراهن، ثمة موقع إلكتروني تحت اسم “ناشيونال يمن” http://nationalyemen.com/))، وهو على ما يبدو موقع على شبكة الانترنت تديره حكومة المنفى، أو من بين الشخصيات البارزة المتحالفة مع حكومة هادي، ولا يمكن الحصول على معلومات عن إدارة وملكية الموقع، فهو يعمل – أساسًا – على توفير خدمات صحفية واخبارية تناسب حكومة الرئيس هادي في المنفى.. بالإضافة إلى ذلك، لا زالت وكالة سبأ الحكومية الرسمية تحتفظ بموقع على شبكة الإنترنت، وهذا الموقع لا زال نشطًا (http://www.sabanews.net/en)..

 

   
 
إعلان

تعليقات