Accessibility links

إعلان
إعلان
يُدار نظام التعليم المختلط في أميركا، والمعروف باسم “تشارتر سكول”، من قِبل شركات تجارية، فيما تُشرف عليه وتموّله الولاية، مثل مدارس النظام العام (الحكومية، وهي الأكثر في أميركا).. إلا أن النظام المختلط يتمتع ببعض الإيجابيات، منها: إمكانية إدخال أيّة لغة يتحدثها المجتمع المحلي ضمن المنهج الدراسي، وقدرة هذا النظام على استيعاب التنوع في قبول الطلاب.. ومميزات أخرى نحاول، في هذا الاستطلاع، تقديم صورة عنها، من خلال مدرسة أكاديمية ديربورن الابتدائية، الإعدادية، كإحدى مدارس النظام المختلط.

ديربورن – « اليمني الأميركي»:

كما يوجد في الولايات المتحدة، بالإضافة للنظامين (العام والمختلط)، نظام التعليم الخاص، الذي يشمل المدارس الخاصة، والتي تكون – غالبًا – مدارس دينية، ويتحمل فيها أولياء الأمور مصاريف الطلاب بعكس النظاميين السابقين؛ فالتعليم فيهما مدعوم من الولاية، التي تدفع للمدارس مباشرة عن كل طالب ما بين (7 – 9) آلاف دولار سنويًّا.

في هذا الاستطلاع تحدث لصحيفة (اليمني الأميركي) عددٌ من تربويي أكاديمية مدرسة ديربورن، وبعض أولياء أمور الطلاب، وتعرفنا من خلالهم على خصوصية مدارس النظام المختلط، في سياق الحرص على تصحيح المفاهيم الخاطئة عنها.

الفحص والتدقيق 

د. صعب ديب – عضو” البورد”، والمسؤول المالي في أكاديمية المدرسة – كان واحدًا من الذين يعتقدون أن مدارس (تشارتر) هي مشاريع تجارية تعمل من أجل المال فقط، لكنه بعد (22) سنة خبرة في المدارس العامة اتضح له أن ثمة مفاهيم خاطئة عنها لدى الناس.. يقول: “مدرسة أكاديمية ديربورن ليست مسؤولة فقط أمام الولاية والطلاب والآباء، بل هي، أيضًا، مسؤولة أمام من أعطاها ترخيص مزاولة العمل، وهي جامعة وسط ميشيغان المعروفة باسم (CMU)، فعلى سبيل المثال: إن الجامعة تراقب كل شيء في المدرسة من التقارير المدرسية إلى الشؤون المالية، وإذا كان هناك أي تقصير في المهام، بما فيها نتائج الطلاب والمعدل المعروف لدى الولاية فإن المشرف على المدرسة يقوم بإرسال إنذارات ومنح المدرسة مهلة معينة، وفي حال لم تقم المدرسة بالتحسينات والتطويرات والإصلاحات التي طلبتها الجامعة خلال فترة زمنية معينة فإنه يتم سحب الترخيص خلال فترة من سنتين إلى ثلاث سنوات من موعد إرسال الإنذار”.

واستطرد: “كما أن المجلس التربوي للمدرسة يتعاقد سنويًّا مع شركة مختصة في الفحص والتدقيق للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وهذا يكلف المجلس حوالى 12 ألف دولار سنويًّا… وبالتالي فأنا لا أرى أيّة تجارة أو مصلحة مالية لمن يُدير العمل في المدرسة والمتمثلة في الإدارة المالية، فنحن لسنا بقالة أو دكانًا كبيرًا، نحن مدرسة تمتلك التنوع في تكوينها وتخدم مجتمعًا متنوعًا، ولدينا هدف بعيد يتحقق عبر سنوات».

تنوع

فيما تحدثت مديرة المدرسة د. ألفى أفران عن ميزة (التنوع) في هذه من المدارس، حيث أن طلابها يتنمون لأقليات ومناطق مختلفة؛ وهي ميزة تتميز بها عن المدارس الأخرى.

ودافعت د. أفران عن تجربة المدرسة في اختيار المعلمين المؤهلين، قائلة: “نرفض القول بإن مدارس (تشارتر) توظف مدرسين غير مؤهلين، ولا يعني هذا أن المعلم الذي لديه شهادة هو مؤهل للتدريس؛ فالمعلم المقتدر قد لا يكون لديه شهادة تدريس، ولا يعني هذا أن المعلمين هنا ليسوا مؤهلين، لكن المعلم الناجح هو الذي يتقن العمل في الفصل الدراسي مع الأطفال، ويتعامل بطريقة احترافية، وهو ما نحرص عليه”.

كما توضح ما يتميز به الأطفال في علاقتهم بالمعلم داخل الفصل الدراسي: “في مدرستنا ستجد الأطفال يحبون المعلم، ولا يمكن أن يفكروا في إزعاجه، ودائمًا يتطلعون ألا يفقد الثقة بهم، كما أن اختياراتهم دقيقة نوعًا ما، ويعتذرون عند الحاجة للاعتذار.. كل ما عليك عمله هو إعطاؤهم نظرة بسيطة تؤكد من خلالها أن هناك أخطاء حصلت ساعتئذ، وستمضي الأمور إلى الأمام”.

وتابعت: “الذي لديه شكوك في مدرستنا يتوجب عليه زيارتنا؛ فأنا – هنا- أوجه الدعوة لكل مَن لديه استفسار، حيث لدينا معلمين مهنيين، وقد استطعنا إقناع الكثير بأن مدرستنا تُمثل أنموذجًا متميزًا، وكل من يزورنا يخرج من المدرسة بانطباع إيجابي”.

عائلة واحدة

من جانبها تحدثت مشرفة المنهج في المدرسة – مليسا لاثرب – عن مميزات المدرسة على صعيد علاقتها المتميزة بالطلاب والموظفين وأولياء الأمور.. تقول: نحتقل بكل المناسبات الثقافية للطلاب، ضمن تميز المدرسة بالتنوع.

وأردفت: نحن قريبون من بعض في العلاقة بين المدرسة والطلاب والموظفين.. نحن نشكل عائلة واحدة، وليس على صعيد علاقة المدرسة بالموظفين والطلاب فقط، وإنما، أيضًا، مع أولياء الأمور الذين يشاركون في كثير من أنشطة المدرسة.

وتؤكد مليسا أنها لا ترى أي اختلاف كبير بين المدراس العامة والمختلطة (تشارتر سكول)؛ فالهدف من النظامين هو تدريس الطلاب، “بل إننا محظوظون بتوفر القسم الاجتماعي في المدرسة، بالإضافة إلى توفر برنامج قوي ومكثف لتعليم اللغة الإنكليزية، وهذه ميزة تُعزز من تميّز المدرسة في المقارنة”.

تكييف المنهج

فيما نوّهت، معلمة اللغة الإنكليزية تهاني الحداد، بمرونة المدرسة في تكييف منهج تعليم اللعة الإنكليزية ليتواكب مع الامكانات، وبما يسهم في تحسين جوانب القصور لدى الطالب.

وأعربت عن اعتزازها بانتمائها للمدرسة التي تتعامل مع التزاماتها تحت مفهوم العائلة – حد تعبيرها.. تقول: تركز المدرسة على تحسين مستوى طلابها، وفي هذا السياق نعمل مع الطلاب الذين يعانون من ضعف وإشكالية في تعلم اللغة.. ولهذا نبني علاقات من أولياء الأمور ونطلعهم على مشاكل أولادهم في الفصول الدراسية فيما يتعلق باللغة، ونحرص، هنا، على أن يتعاملوا معنا كمصدر للمساعدة.

وأضافت: “بالإضافة إلى ما سبق تتميز المدرسة بموقع جغرافي بين مدينة “ديترويت” ومدينة “ديربورن”؛ ولهذا نلاحظ تميّز المدرسة بقوة حضور التنوع الطلابي من أقليات ومناطق مختلفة، وهذا شيء جيد”.

المكان 

إلى ذلك نوه، رئيس الشركة، التي تُدير المدرسة، وسيم يونس، بآليات القبول في هذه المدارس التي تستوعب طلابًا من أكثر من مكان، وقال: نتمتع في مدارس (تشارتر سكول) ببعض المميزات، كالاستقلالية في الإدارة، مثلاً.

وأضاف: “لمن يعترض على نظام التعليم هذا – نقول: تفضلوا زورونا إلى المدارس، وشاهدوا كيفية إدارتها؛ ذلك أنها ليست مختلفة كثيرًا عن مدارس النظام العام، لكن هذه المدارس تتمتع بمميزات أفضل، في بعض الحالات، من المدارس العامة، فمثلاً: قبول الطلاب ليس محصورًا في الانتماء لمكان عيش معيّن؛ فطلابنا يأتون من كل مكان… نعم.. مدارس ديربورن العامة رائعة، لكنها لا تقبل طلابًا من مدن أخرى مجاورة، وهذا ما يجعلنا متميزين.

وأردف: “لكننا، جميعًا، نتحمل مسؤولية العمل بالمهنية اللازمة لإيجاد بيئة تعليمية مناسبة بشكل عام لخدمة الجميع.

وأشار إلى أنه حين أسس والده المدرسة، قبل عشرين عامًا، لم يستطع الالتحاق بها؛ لأنه كان كبير السن، لكنه يتحدث عن ثلاثة من إخوته درسوا وتخرجوا فيها، ومنهم مَن صار اليوم في مرحلة الماجستير، وآخر في كلية الطب، وهناك مَن يدرس القانون.. وأضاف وسيم: والدي استثمر في المجتمع، وفي المدرسة؛ ولهذا كل أولاده كانوا طلابًا هنا”.

شمولية التعليم 

من أولياء أمور الطلاب تحدثت إلينا “ليز سالينا”، والتي يلتحق ثلاثة من أطفالها بالمدرسة…مشيدة بتميّز المدرسة.. لافتة إلى أن أولياء الأمور يتلقون من المدرسة رسائل بثلاث لغات، في إشارة إلى ما تتمتع به المدرسة من تميز في هذا الجانب.

وقالت: “خلال بحثي عن مدرسة متميزة لأولادي وجدت أن هذه المدرسة هي الأفضل من حيث جودة التعليم وشموليته ونوعيته، وهذا ما كنتُ أبحث عنه”.

زبدة الكلام

مما سبق يتضح لنا ما تتميز به بعض مدارس النظام المختلط سوى على صعيد مرونة وتميز في تعليم اللغات أو التنوع في قبول طلاب من أقليات ومناطق مختلفة، وكذلك في الاحتفال بمناسبات الطلاب الثقافية، والحرص على توفير معلمين مهنيين، وامتلاك استقلالية في الإدارة، وإقامة شراكة وعلاقة وطيدة مع أولياء الأمور في سياق حل مشكلات الطلاب وتقديم خدمات نوعية في التعليم تحت رقابة وإشراف وفحص وتدقيق ومسؤولية تتحملها الإدارة.. وغيرها من المميزات التي تؤكد خصوصيتها، وعدم سلامة ما يعتقده البعض عنها.

   
 
إعلان

تعليقات