Accessibility links

يوسف ناجي .. هكذا نجح في استغلال مهاراته لافتتاح صالونه الخاص


إعلان

وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية في العام 2004 كأي مهاجر جديد يتطلع لتحقيق ما عجز عنه في بلده الأم ويبدو أنه قد حقق جزء لا بأس به مما كان يصبو إليه. هكذا هي ببساطة قصة المهاجر اليمني يوسف علي أحمد ناجي المولود في الشعر بمحافظة إب سنة 1982. عاش في صنعاء وفيها أكمل دراسة الثانوية والتحق بكلية التجارة في جامعة صنعاء حتى السنة الثالثة، لكنه تزوج في ذلك الحين وقرر الهجرة إلى أميركا ليبدأ بذلك حياة جديدة.

كانت البداية العمل في ورشة كما يفعل الكثير من اليمنيين القادمين إلى أميركا، حيث يصل الغالبية لا يتحدثون اللغة وليس لديهم المؤهلات الكافية للالتحاق بوظائف أفضل. ويقول يوسف في حديثه لـ”اليمني الأميركي” إنه فكر بمواصلة الدراسة الجامعية ولكن فكرة أنه يملك حرفة في يده شجعته على محاولة صقلها والانطلاق نحو فتح تجارته الخاصة. يتقن يوسف مهنة الحلاقة منذ أن كان في اليمن وتعلمها عن طريق والده، وقد رأى أن لهذه المهنة أهميتها في وسط الجالية العربية واليمنية على وجه الخصوص حيث لا يوجد الكثير ممن يتقنونها.

يوضح يوسف بأنه التحق بالعمل في صالون يملكه شخص عراقي الأصل في مدينة ديترويت، ولأن الوضع في أميركا يختلف وهناك متطلبات ومعايير يجب عليك اتباعها والحصول على تراخيص خاصة بممارسة مثل هذه المهنة، فقد أضطر يوسف للالتحاق بصف دراسي في بمعهد “ميشيغان باربر سكول” ولمدة ستة أشهر، في الوقت الذي ظل يزاول عمله لدى صالون ديترويت. وبعد أن حصل على المهارات اللازمة والتي أهلته للحصول على ترخيص رسمي بمزاولة المهنة، فتح صالونه الخاص والذي أصبح مكاناً يزوره أغلب أبناء الجالية للحصول على أحدث قصات الشعر.

مضت 13 عاماً على وصول يوسف لأميركا. وفي مراجعة لتقييم تجربته يؤكد بأنه مستقر ويحمد الله كثيراً. كما لم ينس الإشادة بـ “ياسين البياتي” مالك الصالون الذي عمل معه لأول مرة وقد توفى في 2011. ويشير يوسف بهذا الصدد إلى أن الرجل شجعه على افتتاح صالونه الخاص وتمنى له كل الخير وذلك بعد أن أضاف لخبرته بعض التعديلات وتعليمه القصات الأميركية واكتسابه الخبرات الأميركية الأخرى بهذا المجال.

واستعادة لذاكرته في أول يوم بالمدرسة لتعلم الحلاقة، يقول يوسف أنه وجد كل الطلاب من الأميركيين الأفارقه بينما كان هو العربي الوحيد، الأمر الذي شجعه على الاجتهاد ليكون متفوقاً ويحقق المركز الأول.

أفتتح يوسف في 2008 أول صالون له في منطقة ديكس بمدينة ديربورن وكان عبارة عن محل صغير جداً، وأمضى فيه خمس سنوات قبل أن يتطور ويفتتح محله الجديد في ذات المنطقة ولكن بشكل أوسع وأكثر ترتيباً. وقد حضر حاكم مدينة ديربورن حفل الافتتاح في العام 2013.  “كان حلمي التطور والتوسع وقد حققت بعضا مما سعيت إليه فوسعت المحل وأضفت عمال جدد وقد جاء تحقيق هذا النجاح بفضل من الله ومساعدة زوجتي”. يقول يوسف.

ويتابع القول “كان لدي عامل واحد في بادئ الأمر وكان يشتغل بدوام جزئي ولكن بعد ذلك تزايد العمل وفي هذا الصدد أقول لمن يمتلك حرفة بألا يخجل من مزاولتها في هذا البلد العظيم.. بلد الخبرات والمهارات والمهن التي لا تعرف العيب”.

وما يميز صالون يوسف عن غيره ما يقول إنها “الأخلاق.. كان والدي يحثني على الأخلاق فهي تجذب الزبائن”. ويضيف إلى ذلك “الدقة في العمل والاتقان فيه لأن عملنا يستوجب الدقة والأمانة، بالإضافة إلى الثقة ما يجعل الجميع يأتون بأطفالهم إليك لأنهم يثقون أنك مرتب وجميل وستخرج الجميع بالصورة المناسبة والأنيقة وبقصات شعر مميزة”.

وفي إطار التطوير، حاول يوسف إدخال فكرة توفير الملابس الخاصة بالعرسان اليمنيين ومستلزمات الزينة الخاصة بالعريس في بلد المهجر من سيوف وغيرها. ويقول الرجل بأن الفكرة جاءته حينما حضر ذات مرة عرساً يمنيا بأميركا ورأى أن العريس كان يظهر بهيئة أسوأ من جميع باقي الحضور على عكس ما كان يفترض “لذا جاءت فكرة نقل تراثنا الأصيل إلى هذه البلاد وأحضرنا بعض الأزياء التراثية التي تميز العريس عن باقي الأشخاص”. ويؤكد يوسف بأن الفكرة حققت نجاحا حتى الآن بنسبة 50% ولكنها ما زالت تحت التطوير والترويج لها.

لدى يوسف أيضا خطة للمستقبل تتمثل في افتتاح فروع لصالون يوسف في مدن أميركية أخرى بولاية ميتشغان مثل كولد ووتر وهامترامك ومدن أخرى يتواجد بها اليمنيين بشكل كبير “المهاجرون من اليمن يتزايدون يوما عن أخر وخصوصا مع الأزمة التي تمر بها البلاد وأعتقد أنهم بحاجة لحلاق يكون من أبناء الجالية ويتحدث لغتهم”.

   
 
إعلان

تعليقات