Accessibility links

من أوائل الناشطين العرب في العمل العام بمدينة ديربورن.. اليمني الأميركي يوسف الكبش: فخور بعروبتي ولا تعجبني فكرة تصغير المصغّر


إعلان
أصبح للعرب الأميركيين بولاية ميشيغان وجود في الحكومة المحلية وعلى مستوى المقاطعة، وأيضًا في حكومة الولاية سواء في المجلس البلدي أم المجلس التربوي وكذلك في وجودهم بمختلف الدوائر التنفيذية والتشريعية.

ديربورن – «اليمني الأميركي» :

قبل حوالى 35 سنة كان العرب أقلية في مدينة “ديربورن” تُستخدم من قِبل المرشحين كأداة للفوز، مستخدمين في ذلك الهجوم عليهم في المدينة كوسيلة دعائية للفوز، كما كان من الرئيس ترامب في استخدام مهاجمة المهاجرين من أجل الفوز وتعزيز حضوره الانتخابي.. وكما كان من عمدة مدينة ديربورن السابق مايك دياجو عندما كان يقول في حملته الانتخابية: دعونا “نتكلم عن مشاكل العرب”.. وهذا الشعار كان جزءًا مهمًّا من حملته الانتخابية للفوز بمنصب عمدة المدنية حينها، لكن بعدها بسنوات عرف أن العرب أصبحوا مؤثرين من خلال تنظيماتهم في جمعيات ومؤسسات، وهذا يُحسب للجميع، وليس – فقط – لمجموعة معينة..

من هنا اختارت صحيفة اليمني الأميركي السيد يوسف الكبش من أبناء الجالية اليمنية للحديث كحالة فردية لا يمكن تجاهل دورها في نمو وتطوير المجتمع العربي بمدينة ديربورن، وبشهادة الجميع سواء في العمل الاجتماعي الثقافي أم السياسي وإسهامه في نقل المجتمع العربي من دور (الكومبرس) إلى حالة التمثيل والمشاركة.

التربية والنشأة 

يوسف أو (جوه) كما ينادونه في مدينة ديربورن التي ولد وعاش فيها، هو ابن المغترب والمهاجر اليمني على الكبش، الذي وصل إلى امريكا وهو شاب صغير في ثلاثينيات القرن العشرين وتزوج من امرأة صربية سابقًا (البوسنة والهرسيك) حاليًّا، حين التقى بها، وهم يعملون في شركة فورد، يقول يوسف: لقد تعلمت من والدي المسلم شيئًا ومن والدتي المسيحة أشياء أيضًا.

وأضاف: والدي من اليمن، من قرية في محافظة إب قريبة من منطقة سمارة اسمها (بيت الكبش).. لقد تعلمت من تجربة أبي وأمي فصرت قويًّا من الداخل، ولديّ ثقة لمواجهة الخارج المحلي أو على مستوى الولاية؛ فالإرث الإسلامي والعربي والمسيحي جعل مني شخصًا ناضجًا، وأنا محظوظ بهذه الخلفية التي ورثتها عن أبي وأمي، والتي ساعدتني في فهم كل الخلفيات الثقافية والدينية..

واستطرد: لقد كانت أمي مربية فاضلة لأولادها، وكذلك كان والدي، لقد تعلمت منهما قيمة العمل والإخلاص.

تسجيل الناخبين 

عمل يوسف على إنشاء لجنة توعية وتسجيل الناخبين في الثمانينيات داخل مدينة ديربورن، وهو المؤسس لها، وكانت أول مؤسسة مدنية في العمل السياسي في المدينة، مهدت للدخول في العملية الديمقراطية والمشاركة فيها.. كما أوضح مضيفًا: هذا لم يكن شيئًا يسيرًا، خاصة في البداية، فحينها كان المرشحون لا يقبلون أي تبرعات للحملة الانتخابية من أيّ عربي، لكن عملي الذي بدأتُ فيه وصل إلى نتيجة، وأصبحنا موجودين في العمل السياسي والاجتماعي، وأصبح الجميع يتواصلون معنا، ويعملون لنا قيمة في الصوت الانتخابي المحلي والمركزي، ولم نعد فقط نبحث عنهم، بل يبحثون عنا و يقولون لنا ماذا تريدون أن نعمل لكم.

المجتمع العربي

ويتابع يوسف من خلال تجربته في متابعة التطور العربي عبر السنوات الماضية قائلا: المجتمع العربي غني في عدة جوانب.. نحن نملك محلات تجارية صغيرة حتى وإنْ كنا نسعى – فقط -لمشاركة الناس في العمل الاجتماعي والسياسي، وهذا كان هدفنا، لكن الآن علينا أن نبني قادة جدد، شباب يتحملون المسؤولية، فهناك جيل جديد من المهنيين والمتعلمين، وهذا ما كنا نبحث عنه في الماضي؛ فالصغار من وجهة نظرنا كبروا اليوم، وأصبحوا واقعًا جديدًا عمّا كان قبل 30 سنة.

إشكالية 

بالرغم من أنه يمني إلا أن ملامحه وطوله تجعل البعض من العرب يعتقدون أنه لبناني أو عراقي.. وعندما يعرفون أنه يمني كان البعض منهم يحاول ابعاده من الجلوس في الطاولات الرئيسية في الفعاليات.. كما يقول يوسف: كان اليمنيون والناشطون في مجتمعنا قليلين جدا، وكان هناك تحكم من قِبل البعض الذين لديهم حب السيطرة والظهور، ولم يعجبني الوضع حينها، ولم يعجبني الآن، وكانت هذه العقلية هي السائدة، وقد حاولت التخلص من هذه العقليات التي سميتها عقلية قروية عربية بامتياز، لكني كنت أطرح الفكرة العربية بشكل عام لمواجهة هذه العقلية، وليس الدفاع عن الفكرة بفكرة أصغر منها، وكنت دائمًا ما أطرح فكرة عربية أكبر، لذا أنا فخور بعروبتي، ولا تعجبني فكرة تصغير المصغر والرجوع إلى القروية من جديد، ولا تعجبني فكرة تميز الاختلافات.

   
 
إعلان

تعليقات