Accessibility links

معركة حقوق العرب – الأميركيين لم تنته بعد!


إعلان

د. جيمس زغبي

بعد أن واجهت حملة انتخابات أولية صعبة عام 2016 وسباقا حاميا على زعامة الحزب عام 2017، فإن ما يحتاجه الديموقراطيون بشدة هو توحيد صفوفهم لمواجهة التحديات التي ستواجههم في الانتخابات النصفية لعام 2018 وما بعدها. ان ما حصل على مدى الايام الثلاثة الماضية من اجتماعات اللجنة القومية للحزب الديموقراطي، لم يوحد الحزب، بل كرس الانقسام في صفوف الحزب. ولم تكن تلك الايام الثلاثة سهلة.

لقد شهدت الاجتماعات بعض النكسات الشخصية. لقد أزالني الرئيس الجديد وعددا قليلا من الزملاء الآخرين من اللجنة التنفيذية للحزب. ما كان لنا جميعا المشترك هو أنه في وقت سابق من هذا العام، كنا مؤيدين للمرشح الخاسر في مسابقة للرئاسة. ومما زاد الأمور سوءا أن شخصا ما بدأ شائعا قبيحا حاول أن يورّطني مع اثنين من زملائي المقربين من حملة ساندرز في محاولة لتحدي وجود ثلاث نساء أميركيات أفريقيات بارزات ترشحن للتو لعضوية اللجنة القومية للحزب.

فعملية الاستبعاد والشائعات لم تكن مخطئة ومؤلمة فحسب، بل كانت خطأ سياسيا فادحا ادى الى تعميق الانقسامات وأصبحت اخبارا سلبية تُلقي بظلالها على مداولات الحزب. ووصفت بعض وسائل الاعلام الإقالات بأنها عملية «تطهير». والإشاعات، على الرغم من تصويرها على انها جزء من المعركة بين انصار ساندرز وكلينتون، والتي لا تزال تترك طعم المرارة في فم الجميع.

وعلى الرغم من النبرة المتفائلة للخطابات التي ألقاها قادة الحزب في الجلسات العلنية، فإن الواقع هو أن الديموقراطيين يواجهون مشاكل خطيرة. فعلى مدى السنوات التسع الماضية، فقدنا أكثر من 1000 مقعد تشريعي للولايات، و12 حاكم ولاية، وتسعة مقاعد في مجلس الشيوخ و62 مقعداً في مجلس النواب، مما أدى إلى فقداننا السيطرة على كل من مجلسي الكونغرس. وللتعافي من عقد الهزائم الكارثية هذا، سيحتاج الديموقراطيون إلى تقييم صريح وواضح للأسباب وراء هذه الخسائر، وسوف نحتاج إلى توحيد الصفوف.

وخلال كل هذه السنوات عملت في قضايا مثيرة للجدل وتعلمت ان الحوار والتسويات من العناصر الاساسية للوحدة والتقدم.

وكخطوة أولى لتأمين هذه الوحدة المطلوبة، يجب على الديموقراطيين بذل جهود حثيثة لإشراك مؤيدي كل من هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز.

إن تجاهل أو استبعاد اي من الطرفين ستكون له نتائج كارثية. فالمعسكران حقيقيان والجروح التي تركت من سباق 2016 لا تزال مفتوحة. والاتهام الذي وجهته كلينتون خلال كتابها الاخير أن ساندرز تسبب في خسارتها فاقم الانقسامات والعداءات، بعد أن صبّت وسائل التواصل الاجتماعي، البنزين على النار.

ان أيا من المعسكرين لن يتمكن من إلغاء الآخر. ويجب أن يجد الطرفان سبيلا للانخراط في حوار مدني والعمل على إيجاد هدف مشترك. وهذا هو السبب جعلني سعيدا لقبول دعوة ساندرز للانضمام الى فريقه الذي يعمل مع فريق كلينتون في لجنة الوحدة والإصلاح التابعة للحزب الديموقراطي. ولهذا كان من دواعي سروري أن نصادق على قرارا في هذا الاجتماع للجنة القومية للحزب يدعو جميع الأطراف إلى المشاركة في الحوار المدني.

أهدافنا في الوحدة والاصلاح هي العمل من أجل إصلاح عملية اختيار المرشح الرئاسي وعمليات الحزب الاخرى. وقد سعينا إلى جعل العملية الانتخابية أكثر شمولية وشفافية وخضوعا للمساءلة والديموقراطية. ونعتقد أنه إذا استطعنا التوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذه الإصلاحات، يمكننا أن نساعد في جعل الحزب أقوى وأكثر توحدا، وفي وضع أفضل في نهاية المطاف لتحقيق الفوز.

وبالنظر إلى هذا الجهد المتواصل من أجل توحيد الحزب، فإن قرار استبعاد بعضنا عن مراكزهم ومن ثم نشر إشاعات كاذبة تهدف إلى دق إسفين عميق بين مؤيدي ساندرز وكلينتون لا يمكن أن ينظر إليه إلا على أنه قصير النظر ومخيب للآمال.

ومن الناحية الشخصية، بطبيعة الحال، أنا مستاء لاستبعادي من اللجنة التنفيذية ورئاستي للجنة مقررات الحزب. فقد شغلت الموقع الاول لمدة 17 عاما، والأخير لمدة 12. ولكن سأبقي مقعدي في اللجنة الوطنية الديموقراطية، حيث كنت عضوا لمدة 26 عاما. وما زلت عضوا في لجنة مقررات الحزب ولجنة الوحدة والاصلاح.

ولن أتهرّب من مواجهة التحديات لسببين. أولا وقبل كل شيء، لا يمكنني مغادرة موقعي لأنه من المهم جدا أن نفوز في هذه المعركة. قال لي جيسي جاكسون ذات مرة «لا تستقل، فهذا ما يريدون منك أن تفعله، وإذا كانت القضية التي انت بصددها تستحق النضال من اجلها، فاصمد وقاتل».

والسبب الآخر الذي يجعلني مواصلا القتال هو أني كعربي ـــــ أميركي، أعرف آلام الاستبعاد. وعلي القتال للدخول في هذا الحزب وتأمين مكان لجاليتي. فطوال الثمانينات، لم يكن الحزب الديموقراطي يقبل بعضوية العرب ــــــ الأميركيين. وعندما نجح جيسي جاكسون في تأمين اول عضوية اللجنة القومية للحزب، رفض قادته ذلك. ولم احصل على هذا الموقع الا عام 1993. وعندما انتخبت عضوا في اللجنة التنفيذية عام 2001، أصبحت أول عربي ــــــ أميركي يدخل هذه الهيئة.

أدرك ما ينتظرنا من تحديات، وعلى الرغم من النكسات الراهنة، فإنني ملتزم بمواصلة المسيرة. لقد مررت بتجارب العزل وأعرف كيف أقاتل. فالمعركة لم تنته بعد.

   
 
إعلان

تعليقات