Accessibility links

مركز صحة «هامترامك» ووحدات مقاطعة «وين».. الصحة أولاً..!


إعلان
إعلان
هامترامكّ مكان مدهش مفعم بالتأريخ، ويتمتع بتنوع ثقافي من خلال سكانه الذين ينتمون لبلدان كثيرة في أنحاء العالمن ويتحدثون لغات متعددة، تحتشد – جميعها – في منطقة صغيرة تُمثّل جزءًا من مقاطعة “وين”، التي نشأت فيها مبادرة صحية كجزء من برنامج وحدات مقاطعة “وين” الصحية.

وين – «اليمني الأميركي»- ستيفن كوتس ورشيد النزيلي:

“اليمني الأميركي” زارت واطلعت.. بدأت الرحلة بذهابنا لزيارة العيادة الطبية الواقعية في “جوزيف كامبو”، مركز صحة “هامترامك”، لمعرفة ما الذي يحدث هنا.

ثلاثي اللغات 

إلى هذا المكان المدهش جاءت “آمال هيموت” ( MPII ) مديرة العيادة.. تقول: “اللغة العربية كانت في الواقع هي لغتي الأولى، وقد تعلمتُ – أيضًا – اللغة الإسبانية، فأنا – إلى جانب إجادتي للإنجليزية – شخص ثلاثي اللغات.. إنني أحب السفر، ودائمًا ما أحببت التعرف إلى الثقافات واللغات المختلفة، لذا كانت “هامترامك”، بالنسبة لي، هي المكان المثالي لِما فيها من تنوع عظيم مدهش.. أكثر من (70) لغة يتحدثها الناس هنا.. وهذا هو ما شدني للمجيء إليها، والعمل في وحدات مقاطعة “وين” الصحية.

مكان فريد

“رفيق سيف الدين”،((LBCW، منسق الصحة السلوكية يرى، هو الآخر، بأن هذا المكان فريد حقًّا، فيقول: “هامترامك تنمو وتزدهر، وقد قدمنا في مجموعات عرقية متنوعة إلى هنا.. ولسنا – الآن – هنا وحدنا (البنغاليين واليمنيين)، بل نحن تشكيلة من باقة متعددة القوميات.”

إن اللغات في “هامترامك” تُعد ذخيرة حقيقية، لكنها قد تمثل تحديًا حين يتوجب عليك التواصل مع عدد هائل من الناس.. قال (رفيق): “لدينا شركة ترجمة تعمل على مدار الساعة، تعاقدنا معها بواسطة التلفون للسنوات الثلاث القادمة، وباستطاعتنا أن نُترجم إلى أيّة لغة كانت، بحيث يتمكن كل إنسان من الفهم التام فيما يتعلق بالتواصل والعلاج والحديث عن أي شيء.”

إذن، ما الذي يقدّمه هؤلاء في هذا المكان الأُسري الحميم بموظفيه الـ(25)؟.. يقول (سيف الدين): “نحن هنا نُمثل إحدى المحطات الطبية لتقديم خدمات علاج الأسنان والمشكلات السلوكية والإفادة من برامج التوعية الصحية قدر الإمكان، بالإضافة إلى ( WIC)، فنحن في المكتب نفسه.. إننا نتولى النظر في الحالات الخاصة، حيث نذهب إلى المنازل لفحص عملائنا.”

الجو العائلي

الجو العائلي تعزز وتحسّن بالتأكيد؛ إذ تُلاحظ وجه الشبه وأنت تنظر إلى شقيق (رفيق) الدكتور (رؤوف سيف الدين) الذي يعمل هنا مسؤولاً طبيًّا رئيسًا، وكلاهما اكتسبا مهارتهما من تراثهما المصري.. يقول (رؤوف) بدوره: “هذه المنطقة عزيزة عليّ بسبب قاطنيها.. لديّ هنا علاقات، فوالدي كان هنا اختصاصيًّا في أمراض النساء لمدة طويلة، وكنت أحل محله في مكتبه بضعة أيام”..

الدكتور (سيف الدين) يمكنه أن يعالج معظم الحالات المرضية بخبرته الواسعة.. قال: “إنني أرى المرضى عبر التواصل المعيشي منذ الولادة وحتى الشيخوخة أياً كان ما يشكون منه، وسواء أكانوا ذكورًا أو إناثًا.. إننا نحاول أن نشرك المرضى في رعايتهم الصحية.. نحاول أن نعلمهم عن كل حالة من حالتهم المرضية. والحالات الطبية المزمنة تتطلب الكثير من العمل من جانب المرضى أنفسهم ليعرفوا ما يحدث لهم، وكيف يتعاملون معه.. المسألة ليست متوقفة على وصفة العلاج فحسب، فهذه ليست نهاية الحكاية.”.

المهاجرون

ونظرًا للأعداد الهائلة من المهاجرين واللاجئين القادمين إلى هذه المنطقة، فإن بعض الاحتياجات الطبية هي خاصة جدًا.. فالحديث – مثلاً – عن المرضى الذين فروا من مناطق الحروب في اليمن وسوريا، كما يقول الدكتور (سيف الدين): “إننا نحاول التأكد من أن تغذيتهم هي تغذية مناسبة، وأنهم يحصلون على الفيتامينات اللازمة، ونوع الحصانة والعلاج الضروريين في حالات الحمل.. ومن أجل التأكد من أن كل شخص في حالة سليمة مأمونة، فإننا نجري التحاليل المخبرية، والفحوصات البدنية وأي فحوص يحتاجون لإجرائها. ونحن لدينا – دائمًا – محدودية في القدرة على التأكد الوافي من سجلات الحالات السابقة.”.

(فايزة فاعوري) التي تحمل دكتوراه في(( LLP، هي المتخصصة النفسانية في عيادة الصحة السلوكية.. تقول (د.فايزة): “لقد أمضيتُ حوالى (20) سنة في “هامترامك” في العديد من الأقسام الإدارية، وأؤدي العمل ذاته.. إنني أعمل مع الصغار ومع الأسر، مع الأطفال والبالغين.. إنني أشعر وكأن “هامترامك”، هي مسقط رأسي الذي ولدتُ فيه، وأشعر أنني بين أهلي.. لقد ظللت أعمل في المعالجة مع الآباء وتدريبهم في كيفية التعامل مع أطفالهم.. ولدعم وتعزيز الأسر وإعطائهم الفرصة للتعامل مع قضايا الصغار بطريقة إيجابية فعّالة، والتخفيف من مستويات الشجار والصراخ في المنزل.. وفي الوقت نفسه، فإن هذا سيُحسن من امتثال الأطفال لقواعد السلوك السليمن وفق ما هو متوقع منهم.

وأضافت: لقد قابلت – وما زلت – عددًا كبيرًا من الوافدين الجدد، الذين عانوا من الحروب في سوريا واليمن، وهم يعانون مما يسمى “اضطراب التوتر الذي يعقب التعرض للصدمات الأليمة (PISD)، ونحن نحاول التعامل مع حالتهم لمساعدتهم في التقليل من مستوى الإثارة والقلق، ومن ثمّ التكيف مع الثقافة الجديدة لكي يصبحوا جزءًا من ثقافة الولايات المتحدة.”

صعوبات

“هامترامك” ليست منطقة ثرية، فقد عانت الكثير من الصعوبات المالية التي تشمل المجتمع ككل.. والعيادة الطبية لديها أجوبة لهذه الحالة أيضًا.. يقول (السيد سيف الدين)،” إننا نوجههم لاختصاصيي التوعية، ونحصل لهم على التأمين الآني، ونضعهم في ما يسمى “الرسوم المنزلقة” ( WIC).. وقد أسس منذ سنوات، وهم يقدمون خدمات رائعة للناس في المجتمع، ومكتبنا من المحتمل أن يرى المزيد من الزبائن أكثر مما في المكاتب الأخرى.”

وتبتسم (السيدة هيموت) مضيفة: نحن نجول في المركز ونلقي نظرة على المعدات والأثاث الجديد، بعض الناس يرى أن “هامترامك” منطقة متدنية اقتصاديًّا، ويعتقدون أن ليس فيها الكثير من المتخصصين المحترفين، لكن العكس هو الصحيحن.. هناك العديد مما يمكنك أن تفعله هنا لتغير من المحيط تغييرًا كليًّا.. عندما كنت أدرس لنيل الماجستير، ركزت – دائمًا – على الأحياء المحرومة، وكنت أقول لنفسي: إن لم أفعل ذلك أنا، فمن عساه أن يفعل؟.. إن لم أبادر أنا لمساعدة المحتاجين فمن عساه أن يبادر لفعل ذلك؟”!.

   
 
إعلان

تعليقات