Accessibility links

جميل الطاهري في نصيحة لابنته ذات العاشرة التي تواجه عنصرية في مدرستها.. قصة ضابط يمني في شرطة مدينة نيويورك


إعلان

اليمني الأميركي – ديربورن

اليمني الأميركي جميل الطاهري، واحد من 1000 ضابط مسلم يخدمون في شرطة نيويورك التي يصل عدد أفرادها 36 ألف شرطي وشرطية. ويقول الطاهري في تقرير متلفز بثته قناة سي بي إس “من أجل القيام بوظيفتنا لابد من أن تكون لنا علاقة ممتازة مع المجتمع الذي نخدمه”.

 وقد مضى على خدمة الطاهري في شرطة نيويورك ومساهمته في حمايتها 12 عاماً ولكن الرجل لا يواجه التحدي في الشوارع، وإنما في المدرسة إذ تواجه ابنته نادين ذات العاشرة من عمرها تحدياً من نوعاً آخر وتحتاج نفسها إلى من يحميها.

نادين جميل الطاهري

“أحد الطلاب في مدرستي قال لي بإن جميع المسلمين إرهابيين وينتمون لتنظيم داعش ويؤذون الآخرين” تقول نادين في حديثها للقناة المحلية. مؤكدة بأنها لم تكن تعرف شيئاً عما تعني داعش. لكنها هذه الحالة تعد إشارة إضافية على حجم التحديات التي يواجهها الطلاب المسلمين في المدارس ضمن جملة من المشاكل التي يتعرض المسلمين عموماً في الولايات المتحدة الأميركية وذلك نتيجة للخطاب العدائي المتصاعد خلال الآونة الأخيرة بزعامة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

يتمتع الطاهري بتقييم مرتفع من بين أقرانه شرطة نيويورك، ويعد هو وزوجته سميحة جيل أول من المهاجرين اليمنيين إلى أميركا، ولكنهما الآن يواجهان جنبا إلى جنب خطاب الكراهية التي تعرضت له ابنتهما. وتضيف الأم “بصراحة، لقد أصبت بالتدمير كون ابنتي تواجه هذا الأمر في مدرستها”. وعند سؤالها عن مدى استعدادها المسبق لشرح هذه الأشياء الكبيرة على فهم طفلتها، أجابت سميحة بالطبع نعم. وأضافت “يجب أن نكون جاهزين لأنك ستسمع ذلك كل الوقت.. اسمع ذلك في الباص وفي القطار وفي الحديقة.. اسمعه على الدوام كلما كنت خارج المنزل”. وتتابع القول “يجب أن نحترم بعضنا البعض، نحب بعضنا ونقبل بالآخر، نحن لا نحتاج لبناء جدران نحتاج لبناء جسور فيما بيننا”.

يشجع الطاهري وزوجته جميع أطفالهما بأن يتركون الكلام السلبي خلفهم ويمضون، ويضيف جميل مخاطباً ابنته “أريدها أن تكون فخورة بهويتها، فخورة بكونها أميركية، وفخورة بكونها مسلمة” وأضاف “لا أرى نفسي مختلفاً عن الأميركيين اليهود أو الأميركيين المسيحيين أو الأميركيين الشواذ، أنا فقط أميركي لذلك لم يحدث أن قدمت نفسي كمسلم، ولكن عندما يكتشف الآخرون ذلك يتفاجؤون ويقولون ما هذا؟ إنك شخص لطيف هل أنت حقاً مسلم؟ فأقول نعم .. المسلمون هم لطفاء أيضاً!

ويؤكد الطاهري بأنه يشعر بشرف عظيم حينما يرتدي زي شرطة مدينة نيويورك ويدرك تماماً بأن عليه تقع مسؤولية ليس تجاه نفسه فقط ولكن تجاه المجتمع الذي يخدمه، ولذلك فإنه حينما يجد وقت فراغ يسافر إلى ولايات أميركية متعددة للتحدث في المساجد والمعابد والكنائس، وكانت إحدى هذه الزيارات التي قام بها في أعقاب هجوم أورلاندو متحدثاً عن أن “الإرهاب ليس له مكانه في الإسلام.. الإسلام دين سمح ودين المحبة”.

وقد حظي الطاهري في الفترة الأخيرة بتكريم خاص من رئيس مجلس بلدية برونكس نتيجة لعمله في خدمة المجتمع. وأشار رئيس برونكس روبن دياز إلى أن الطاهري يقدم مثالاً رائعاً عما يعني أن تكون مسلماً ومهاجراً وأميركياً.

وقال الطاهري أن هذه الكلمات تحدث فرقاً، وحتى في هذه الأوقات العصيبة فإنه لا يزال متفائلاً.

وعزا الطاهري كل ما يتملكه من قوه في الحفاظ على هدوئه إلى والدته التي علمته أن يكون دائماً إيجابياً وأن يعذر الآخرين لتصرفاتهم السيئة كما حث عليه رسول الإسلام محمد.

   
 
إعلان

تعليقات