Accessibility links

النائبتان المسلِمتان في الكونغرس (رشيدة طليب وإلهان عمر).. أهمية ما بعد الفوز؟


إعلان

يمثل فوز امرأتين مسلمتين بمقعدين بالكونغرس الأميركي في الانتخابات النصفية الأخيرة لمجلس النواب خطوة متقدمة في الديمقراطية الأميركية من جهة ومرحلة جديدة من المكاسب السياسية للمرأة الأميركية المسلمة والعربية في الولايات المتحدة من جهة أخرى.
وتمكّنت كل من رشيدة طليب، وإلهان عمر، من الفوز بانتخابات ولايتي ميشيغان ومينيسوتا، لتصبحا بذلك أول مسلمتين تحصل كل منهما على مقعد في مجلس النواب، خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، نهاية العام الماضي.
لقد أسفر فوز رشيدة طليب، الفلسطينية الأصل، وإلهان عمر، الصومالية الأصل، عن مرحلة متقدمة تصل إليها المرأة الأميركية المسلمة عموماً في مراكز صنع القرار الأميركي .. كما تجلى من خلال ذلك ما تمتلكه المرأة الأميركية المسلمة من إمكانات تؤهلها للمنافسة في واحدة من أصعب مراحل المنافسة الانتخابية في الولايات المتحدة، وهي انتخابات مجلس النواب.. إلا أن نجاح تجربتهما في أعمال المجلس سيدعم، مستقبلا، فرصًا أوسع للمرأة المسلمة في الكونغرس، وكذلك في المجالس التشريعية للولايات.
رشيدة طليب: مناضلة يسارية
ولدت رشيدة طليب في 24 يوليو 1976، وهي سياسية ومحامية أميركية وعضوة عن الحزب الديمقراطي في مجلس نواب ميشيغان سابقًا وعند توليها المنصب في 1 يناير 2009، أصبحت أول مسلمة أميركية تعمل في مجلس ميشيغان التشريعي، وثاني امرأة مسلمة في التاريخ تنتخب في مجلس من هذا النوع في الولايات المتحدة.
في العام 2018، فازت طليب بترشيح الحزب الديمقراطي من أجل مقعد في مجلس النواب الأميركي عن الدائرة الانتخابية 13 في ولاية ميشيغان.. لم تواجه طليب معارضة في الانتخابات العامة، وأصبحت أول امرأة مسلمة في الكونجرس (جنبًا إلى جنب مع إلهان عمر)، وأول فلسطينية – أميركية في الكونغرس الأميركي.
طليب – كعضوة في “الاشتراكيون الديمقراطيون في أميركا”، تنتمي سياسيًّا إلى الجناح الأيسر من الحزب الديمقراطي.
على صعيد مواقفها السياسية فهي تدعم الإصلاحات الداخلية بما في ذلك جعل الرعاية الطبية الحكومية متاحة مجاناً للجميع (وليس فقط لكبار السن)، وإقرار 15 دولارًا للساعة كحد أدنى للأجور.. وهي تدعم بقوة، ومنذ وقت مبكر، حركة «Abolish ICE» الهادفة إلى حلَّ هيئة الإنفاذ لشؤون الهجرة والديوان، وتدعم حق المهاجرين غير الشرعيين بالبقاء في الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بمواقفها مع فلسطين وإسرائيل فهي تعارض المساعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل، وتؤيد حل الدولة الواحدة للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وحق العودة الفلسطينية، وتدعم نشطاء حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.. وخلال الحملة الانتخابية أعربت عن دعم حل الدولتين وفقًا لصفحتها على “جي ستريت”.. وقد أدى تغييرها في الموقف من دعم حل الدولتين والعودة إلى دعم حل الدولة الواحدة إلى سحب جي ستريت دعمها عن طليب.. وقالت صحيفة “تايمز أوف اسرائيل”، إنه رغم أنها ذات أصول فلسطينية، إلا أن وجهات نظرها على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي لا تحمل أي تصريحات أو آراء حول النزاع (الإسرائيلي – الفلسطيني).
إلهان عمر: إصرار النجاح
وُلدت إلهان عمر في الرابع من أكتوبر عام 1981، في مدينة مقديشو، ولكنّها نشأت في بيدوا بدولة الصومال، وهي فردٌ من عائلة مكوّنة من سبعة أشقاء إلى جانب والدتها ووالدها الذي كانَ يعملُ مدرسًا.. بعد بدء الحرب الأهلية في بلادها عام 1991؛ فرّت عمر وعائلتها، وقضوا أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا.. بحلول العام 1995؛ هاجرت عائلة عُمر إلى الولايات المتحدة حيثُ استقرا في البداية في مقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا، لكنّهما سرعان ما انتقلا في نفسِ العام إلى مينيابوليس.. هناكَ تعلّمت إلهان اللغة الإنجليزية في ثلاثة أشهر فقط، حسب ما صرحت به في أحد لقاءاتها.
بدأت عمر حياتها المهنية بوصفها ناشِطة في جامعة مينيسوتا، وذلك منذُ العام 2006 إلى العام 2009، ثم انتقلت في وقتٍ لاحقٍ للعملِ في منيابولس سانت بول.. بحلول العام 2012؛ شغلت إلهان منصب مديرة حملة كاري دزايدزيك لإعادة انتخاب ممثل عن ولاية مينيسوتا في مجلس الشيوخ، ثم شغلت بينَ 2012 و2013 منصب منسقة عامّة في وزارة التعليم.. عملت عمر في العام 2013 لصالح حملة أندرو جونسون في مجلس المدينة وبعدَ انتخاب الأخير، عملت عمر كمساعدة شخصيّة له منذ العام 2013 إلى 2015.
انتُخبت عمر عام 2016 من قِبل الحزب الديموقراطي للمشاركة في انتخابات مجلس نواب مينيسوتا.. هزمت إلهان عمر في التاسع من أغسطس من نفسِ العام عمر محمود نور وشاغل فيليس خان في الانتخابات الأولية.. خلالَ الانتخابات العامة.
نافست عمر مرشح الحِزب الجمهوري عبد المالك عسكر، وهو ناشط صومالي في المجتمع الأميركي.. في أواخر آب/أغسطس؛ أعلنَ عسكر انسحابه من الحملة، لتفوز بذلك في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 وتُصبح أول مشرعة (صومالية-أمريكيّة) في الولايات المتحدة. وفي الخامس من يونيو عام 2018؛ ترشحت عُمر لتمثيل ولاية مينيسوتا في مجلس النواب بعدما أعلنَ كيث إليسون عدم سعيهِ لإعادة انتخابه.. وافق الحِزب الديمقراطي على ترشيح السيّدة، ثم فازت بالترشيح في 14 أغسطس خلال الانتخابات الأولية.. بعدَ فوزها في الانتخابات أصبحت عمر أول مسلمة تُنتخب في أحد مجلسي الكونغرس في الولايات المتحدة إلى جانبِ رشيدة طليب.
تتبنى عمر نفس السياسات التي يتبناها الحزب الديمقراطي.
وفيما يتعلق بموقفها من إسرائيل فلطالمَا انتقدت عمر سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنها عبارة عن «نظام فصلٍ عنصري».

   
 
إعلان

تعليقات