Accessibility links

المهاجرون الجدد يواجهون تحديات العيش بأميركا


إعلان

ارتفاع جنوني لإيجارات المساكن بمدن هامترامك وديربورن


في خضم الحديث عن ندرة الأعمال وتزايد معدلات البطالة في أوساط المجتمع الأميركي، تبرز مشكلة ارتفاع إيجارات المساكن في مدن ولاية ميتشغان ذات الكثافة السكانية للأميركيين من أصول عربية، بل أصبحت هذه المشكلة هاجساً يتملك المهاجر العربي-لاسيما القادمون الجدد-وعبئ ثقيل يضاف إلى مسؤولية إعاشة أسرته خارج الحدود بسبب المجاعات وانعدام مصادر الدخل في البلدان العربية نتيجة الصراعات التي لا تنتهي هناك.

اليمني الأميركي: ديربورن – عماد هادي

ويعود الارتفاع الجنوني لأسعار ايجارات المساكن إلى كون بعض أجزاء منطقة ديترويت الكبرى كمدن ديربورن وهامترامك وأجزاء واسعة من مدينة ديترويت ومالفنديل وديربورن هايتس باتت تشكل مهبطاً رئيسياً لأي وافد عربي جديد يصل الولايات المتحدة، فحواجز اللغة والخوف من الاندماج مع ثقافة جديدة ومختلفة كلياً عن ثقافة البلدان العربية هما المانع الرئيس من التحرك نحو مناطق أخرى قد تكون تكفلتها أقل لكنها تنعدم فيها المراكز العربية والإسلامية.

وكانت مدينة هامترامك وديترويت وخاصة الأجزاء المتاخمة لمدينة ديربورن تصنفان بأنهما الأقل كفلة للراغبين في الحصول على سكن بالإيجار أو حتى الشراء، لكن ومنذ أواخر العام المنصرم ارتفعت تكاليف الإيجار إلى ما يقارب 90% عما كانت عليه في الأعوام السابقة في الوقت الذي تشهد فيه فرص العمل ركوداً مستمرا منذ الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت في عام 2008.

ويرى المحاسب والناشط الاجتماعي سيف الجهمي في حديثه لـ”اليمني الأميركي” بأن تمسك العرب وخصوصا اليمنيين بالعيش في مناطق معينة كديربورن وهامترامك يعتبر أهم وأبرز الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع الجنوني في إيجارات المساكن.

ويضيف الجهمي “الجانب الاجتماعي له دور مهم، فإبناء الجالية العربية يفضلون العيش في مناطق تتيح لهم البقاء متجاورين يمارسون عاداتهم وتقاليدهم بحيث يبقى الأبناء على ارتباط بهذه العادات خوفاً عليهم من الذوبان في الثقافة التي يراها البعض منافيه للعادات والتقاليد العربية”. ويعزو الجهمي ارتفاع الطلب على إيجار وشراء المنازل في هذه المدن لأسباب أخرى دينية، لافتاً إلى أن المناطق والأحياء التي يوجد بها مساجد ومراكز إسلامية تلقى إقبالاً كبيراً على شراء وتأجير المساكن.

لكن هناك سبب مادي بحت – بحسب رأي الجهمي – يتعلق بالجانب الاقتصادي، “فمن المؤكد ان هذا الارتفاع الجنوني للأسعار سيكون له تأثير سلبي نتيجة للعلاقة الطردية بين الطلب والعرض حيث أن الطلب أكثر من العرض وبالتالي سيكون هناك تأثير على المستوى المالي للسكان الحاليين في تلك المناطق لأن هناك نسبة كبيرة من أبناء الجالية العربية ذات دخل محدود مما يؤدي الى عدم إمكانية دفع الإيجارات، وأيضاً سيكون هناك تأثير سلبي مما يؤدي الى ارتفاع أسعار العقارات وبالتالي سيكون من الصعب شراء منزل في تلك المناطق. وفي المقابل أمامنا نسبة زيادة في عدد الوافدين العرب إلى هذه المناطق بنسبة عالية جدا عن الأعوام السابقة نتيجة الحروب والصراعات في البلدان العربية”.

وخلال الإعداد لهذا التقرير استمع المحرر لقصص كثيرة بعضها يعد مأساويا في بلد متقدم كالولايات المتحدة، فقد وجدنا من يتحدث عن أن هناك من أبناء الجالية العربية من اضطر لطلب المساعدة من الآخرين لكي يتمكن من سداد إيجار السكن ودفع فواتير الكهرباء والماء، بعد تعذر الحصول على قرض بنكي.

وروى أحمد محمد، وهو يمني قدم من جيبوتي وعائلته مؤخراً، قصته مع المعاناة التي لاقاها أثناء خروجه من اليمن في وقت كانت فيها المعارك على أشدها، وعندما تمكن من الحصول على الفيزا لأميركا كان له آمال كبيرة بالوصول لوضع أفضل، إلا أنه كما يقول أصيب بخيبة أمل فور وصوله، إذ لم يكن يتوقع أن يلاقي هذه الصعوبة في الحصول على سكن ومن ثم صعوبة أشد في البحث عن عمل. ويضيف محمد “لولا أن أحد الأصدقاء استقبلني في منزله لكنت ربما قد عدت وفضلت بلدي على ما فيها من حروب عن أن أٌهان هكذا، وبعد ذلك بحثت بحثاً مضنياً عن منزل وبالكاد وجدت منزلاً صغيراً مكون من غرفتين بمبلغ 850 دولار شهريا، وهذا المبلغ لن استطع دفعه إن لم أحصل على عمل أفضل خلال الشهرين القادمين”.

من جانبه، دعا محمد مصلح الضالعي، وهو أحد المهاجرين اليمنيين الجدد، ملاك المساكن من العرب في منطقة ديترويت وضواحيها إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه إخوانهم وأن لا يستغلوا حاجة إخوانهم العرب الذين فروا من الحروب والصراعات-من خلال زيادة إيجارات العقارات “وعلى الجالية وأعيانها ووجهاءها أن يعقدوا اجتماعا طارئا لمعالجة هذا الأمر ويختاروا لجان لمراعات حاجات الناس والعمل على حلحلة مشاكلهم وإقناع ملاك العقارات بالتراجع عن الزيادة التي أضافوها وبات يتحملها المستأجر الذي لا يملك عمل أصلا”.

يشار إلى أن الحكومة الفيدرالية وحكومات بعض الولايات قلصت بعض المساعدات التي كانت تعطى لمحدودي الدخل من المواطنين الذين يعيلون أسراً أو لا يتحصلون على أعمال، بالإضافة إلى ذلك هناك مخاوف تتصاعد كل يوم بالتزامن مع التقدم الكبير الذي يحرزه المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الذي-بحسب مراقبين-من المتوقع أن يقدم على قطع المساعدة الغذائية “فود ستامب” التي تمنحها حكومات الولايات للعائلات الفقيرة ويتم دعمها فيدراليا.

   
 
إعلان

تعليقات