Accessibility links

«إيريك ر.صبري» – أمين صندوق مقاطعة «وين» لـ«اليمني الأميركي»:


إعلان
جميعنا -نحن المقيمين في مقاطعة “وين”- لدينا رهان واحد في مجتمعنا، ألا وهو: أننا نرعاه ونحرص عليه.. الحكومة هي – أيضًا – هناك تعمل معنا وتقدّم لمجتمعنا خدماتها، وفي هذا السياق نحن بحاجة إلى أن نكون على اطلاع وتواصل مع حكومتنا ومسؤوليها وعلى أفضل وجه ممكن.

وين – « اليمني الأميركي»- حوار: رشيد النزيلي:

وبهذه الروح دعونا أمين صندوق مقاطعة «وين» السيد «إيريك صبري»- وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء بالغين ناجحين- إلى طاولة المحادثة.. وهنا تقدم صحيفة اليمني الأميركي ما تفضل بمشاركتنا إياه.

يقول (إيريك)،»إنه لمن الصعب أن يتحدث المرء عن نفسه، لكنني أستطيع إخباركم أنني – بشكل أساس – ذلك الشخص نفسه الذي كُنتهُ لحقبة طويلة.. إنه ليدهشني كيف يظل الشخص نفسه منذ الطفولة، وحتى مرحلة البلوغ والنضج…لقد حظيتُ بأسرة رائعة، أبٌ عظيم وأمٌّ عظيمة، وذلك كان أحد الأشياء الجيدة، والضرورية لصنع أساس متين.. حَرص والديّ على أن نلتحق بالمدارس ونتعلم، وكانا يأخذان أمر التعليم في منتهى الجدية والحرص».

التعليم والرياضة

التعليم هو – حقيقة – أحد الأعمدة المهمة في حياة (صبري) – أمين الصندوق – بدءًا من المدراس الكاثوليكية في طفولته في «نيويورك»، ومرورًا بالمدارس الحكومية المتوسطة في «مترو ديترويت»، وعودة إلى التعليم المسيحي في الكاثوليكية المركزية بـ»ديترويت»، وأخيرًا في جامعة ولاية «ميشيغان»..

والمفتاح الآخر المهم في شخصية (صبري) شغفه بالرياضة، وخدماته  وانهماكه التقليدي في العمل الجاد دونما كلل.. لقد شرع بالانخراط في العمل، وهو ما يزال في التاسعة من عمره، وكان ذلك في إحدى الصيدليات، حيث كان يتقاضى (3) دولارات في اليوم.. وعقب ذلك راح يبيع الصحف في الطرقات، ويبيع حتى بعض الهدايا التذكارية في أستاذ النمر الرياضي القديم..

يقول (صبري): «بدأتُ دراسة السباكة في المدرسة الثانوية.. كان لي صديق يعمل والده سبّاكًا، فعملتُ معه جزءًا من الوقت يوميًّا، وأنا في المدرسة الثانوية، وعندما قدِمتُ إلى ولاية «ميشيغان»، بدأتُ العمل في دكان سباكة، وواصلت الدراسة في برنامج التمهّن الحرفي»..

«لم يكن من السهل أن تُوازن بين جداول الشغل والدراسة ؛ العمل (28) ساعة في الأسبوع بالسباكة، وكذا مواصلة التخصص الحرفي في وقت واحد».. وأضاف (صبري): «وكذا ممارسة هواية رياضة رفع الأثقال.. ولذا فقد كانت درجاتي لا بأس بها، لكنها كانت أقل (3.0).. وهذا لم يكن جيدًا؛ لأنه كان باستطاعتي أن أكون أفضل من هذا بكثير.. ومع ذلك، فقد واصلتُ العمل في السباكة.. لقد كنتُ أشتغل في كل أيام العطلات»..

(صبري) شخص صافي الذهن وحازم وحاسم، كما يمكن للمرء أن يلحظ هذا في شخصيته حين واجه أحد الخيارات في المدرسة الثانوية، حين سمع مدربه للمصارعة التنافسية، أنه – أيضًا – يمارس رياضة رفع الأثقال، فسأله: “عليك أن تُقرر ما تريد أن تفعله، رفع الأثقال أم المصارعة؟.. ما الذي تود أن تفعله؟»..

تذكر (إيريك) ذلك، قائلاً: “عندئذ قلتُ، أنا أحب رفع الأثقال..!، وسأواصل ممارستها.. إنْ أنت منحتني مهلة ما”..

الإسلام 

حين كان (إيريك) يقود عربة توصيل الآيسكريم الخاصة بـ”ميلودي فارمز” لتوصيل الآيسكريم للبقالات والصيدليات، قابل رجلاً يُدعى(جيف) غيّر حياته إلى الأبد؛ إذ بصّره بالإسلام لأول مرة في حياته..

يقول (صبري): “لقد بدأ يتحدث إليّ عن الإسلام.. ثم دعاني إلى أحد الاجتماعات فذهبتُ واستمعتُ وصرتُ أكثر اهتمامًا.. شرعت أدرس أكثر، وهكذا صرت مهتمًا في أن أصير مسلمًا لأن زميل عمل آخر كان يتحدث إليّ عن الإسلام طوال الوقت.. كنت أنا صبي المذبح في الكنيسة الكاثوليكية.. وإني أقول: إن الفرق الأساس بالنسبة إليّ كان (معتقد التثليث)، (المسيح ابن الله)، في المقابل  (المسيح نبي).. أحيانًا يشعر الناس بالإرباك حين يرونني، ويقولون: “أنّى لك أن تصير مسلمًا؟”.. إنهم يشعرون وكأنك خائن.. وأنا أقول لهم، فقط: “أنتم تعرفون أنني أستفيد بالمزيد من المعرفة التي تلقيتها في الكنيسة الكاثوليكية؛ لأن ذلك كان تعليمًا جيدًا.. بعض الرسائل الرائعة.. لكنني أجد في دراستي للإسلام أن علاقتي بالله تصير أكثر طمأنينة.. وأشعر بالقرب أكثر منه.. أشعر براحة أكثر في علاقتي مع الله تعالى”..

محمد علي 

ويستطرد: “وهذا الإحساس تعمّق أكثر بعد قراءتي لـ”مالكولم إكس”، وقضائي يومًا لم يكن في الحسبان مع “محمد علي” الشهير في العالم أجمع خلال الثمانينيات.. سألتُ (محمد علي) عن الدين السؤال التالي: “ما الذي تؤمن به حقًّا عن الدين؟..”، فقال لي: “انظر، آمن بما يُمكنك أن تؤمن به لو أنك كنت في جزيرة لوحدك”.. وتلك كانت نصيحة بديعة فعلاً؛ لأنك حينئذٍ تعرفُ – تمامًا – ما الذي تؤمن به إذ ما من أحد هناك يؤثر عليك”..

خدمة الآخرين

تجربة (إيريك) المهنية والتعليمية واسعة ومتنوعة، ويُمكن أن تُصنف بانها ثاقبة النظرة إلى المستقبل والإصرار على خدمة الآخرين.. يقول (إيريك): “لقد بدأتُ العمل في برامج الإسكان غير الربحية، ترميم المنازل، وأصبحتُ مدير مشروع الترميمات.. كنتُ أشتغلُ معهم في تقدير المساعدات في الحفاظ على الطاقة.. وهذا هو – فعلاً – المجال الذي بدأتُ فيه العمل في خدمة الناس؛ لأنني أحب مساعدة الناس.. و قد ظللتُ أعمل لصالح المدينة مدة (18) عامًا.. ثم اشتغلتُ للمدينة في بناء الشقق، وكنت محققًا، ثم صرتُ مشرفًا، وعيُّنتُ في مفوضية الإسكان”..

امتلاك شركة 

وبالإضافة إلى المقطوعية في الضمان التجاري، وامتلاكه لشركته القانونية الخاصة العاملة في الهجرة وحالات اللجوء، يعرف (صبري) طريقه في هذه البلاد.. يقول: “عندما جئتُ إلى مقاطعة “وين” كنتُ محامٍ في قضايا مضايقات مبالغ التقسسيط الضريبي.. كنا نحاول أن نزيل مضايقات الأملاك، ونعمل على إصلاحها.. صرتُ ملمًّا بضرائب الملكية في مكتب الصندوق.. وأخذتُ أعمل في الصندوق؛ لأنني كنت عارفًا به، ثم غادر أحد النواب، وطلب مني أن أكون نائبًا.. وتلك كانت فرصة جيدة.. بعد ذلك جاء “ريتشارد هاثوي” أمينًا للصندوق، وكنتُ نائب الرئيس.. وبعد أربعة أشهر قرر أن يستقيل، فعيّنتُ أولاً، وبعد ذلك كان عليّ أن أعدّ ملفًّا للانتخابات، ونجحتُ.. وها أنا قد أمضيتُ عامين أمينًا للصندوق بعد أن انتُخبتُ في 2016، وسوف أترشح للانتخابات 2020 لأربع سنوات أخرى”..

سياستنا

هناك بعض الأشياء الجيدة تحدث تحت إدارته، يقول (صبري): “لقد استطعنا أن نراجع سياساتنا وإجراءاتنا، فأحضرنا شركة “بلانتي موران” لتفحص كل الخطط والإجراءات.. وها هي قد فرغت من التدقيق فيما ينبغي علينا أن نفعله لتطوير وتحسين أدائنا.. وقد عملنا على المزيد في تدريب إداريينا، وأسسنا – أيضًا – برنامج “كيوسك”، حيث يستطيع الناس أن يدفعوا ما عليهم في (40) موقعًا سواءً نقدًا، أو شيكات، أو بالبطاقة المعتمدة..نحن لدينا (92) موظفًا في المكتب..

“التحدي هو في أنك لا تستطيع أن تساعد كل إنسان.. وهذا هو ما يجعل الأمر صعبًا.. أنت لا تستطيع مساعدة بعض الناس؛ لأنهم لا يملكون نقودًا مطلقًا.. فيغضب بعضهم جدًّا.. ويجيء بعضهم وهم على أُهبة الاستعداد للشجار، لكني بعد أن أتحدث إليهم لبعض الوقت نتمكن من حل المشكلة.. والتحدي الآخر هو في التدريب الداخلي، والتأكد المتواصل من أن الإداريين يفعلون كل شيء بصورة تامة، وكفاءة جيدة..

وأضاف:”أننا نعطي الناس أكثر وقت نستطيعه لمساعدتهم بالبقاء في بيوتهم.. وهذه مشكلة عويصة، خاصة أولئك الملّاك الساكنين.. بالنسبة للمستأجرين لدينا برنامج يسمح لهم حتى لو كان المنزل مرهونًا، فالمدينة تحصل على النقود من خلال القروض المستعجلة وغيرها لتشتري تلك الأملاك قبل المزاد، حتى يحصل المستأجر على فرصة أن يصير مالكًا بمساعدة البرنامج.

واستطرد: “تعال إلى المكتب، اتصل، وتأكد من حصولك على المعلومات التي تحتاجها.. وحتى لو احتجت 2000 دولار لتنقِذ منزلك، أو لتعود إلى خطة الدفع التي فائدتها 6% في العام، لسوف نعالج كل قضية، الواحدة تلو الأخرى، قبل أن نرهن، لنرى إنْ كان هناك شيء يمكننا فعله لمساعدتهم.

وتابع: “هناك الكثير الكثير من الأشياء الجيدة تتم هنا في “وين”، في الوقت الحاضر.. لا تتخلوا الآن، ولا تفقدوا الأمل؛ لأن الأشياء في تحسن إلى الأفضل.. الحكومة يجب أن تساعدكم، وأنا أؤمن بالناس.. اِفعل ما يمكنك فعله لكي تؤمِّن ملكيتك، وذلك هو أهم شيء تملكه.. إنه لَشرفٌ لي أن أعمل أمينًا للصندوق.. وأنا أتعامل مع هذه الوظيفة بكلّ جدية”..

   
 
إعلان

تعليقات